الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرضع... وتأخيرها قضاء رمضان

السؤال

وضعت مولودي في رمضان الماضي، والآن أريد قضاء ما أفطرته، لكنني أجد صعوبة، لأن ابني يرضع مني. فما الحل؟ لكني أريد أن أصوم في العام القادم؟ فماذا أفعل؟ هل أخرج كفارة؟ وكم تساوي الكفارة؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالسؤال يتضمن مسألتين:
الأولى: تأخير قضاء رمضان: فقضاء رمضان واجب، ولكنه ليس على الفور، فلا يتعين إلا إذا لم يبق على رمضان الآخر سوى قدر الأيام التي يجب قضاؤها، لحديث عائشة في الصحيحين أنها كانت تؤخر قضاء رمضان إلى شعبان، لمكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها.

ومن أخر القضاء بغير عذر حتى دخل عليه رمضان الآخر، فعليه القضاء بعده مع كفارة تأخير القضاء، وهي إطعام مسكين عن كل يوم مدا من طعام وقدره 750 جراماً تقريبًا. وأما إذا كان لديه عذر، فلا شيء عليه إلا القضاء.

وبهذا يعلم أنه لا بأس أن تؤخر السائلة القضاء إلى ما بعد رمضان، بل إلى الفطام إذا كان يضرها الصوم، أو يضر ولدها.

الثانية: إفطار المرضع: يجوز للمرضع أن تفطر إذا كانت تخاف على نفسها أو ولدها بالإجماع، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحامل والمرضع الصوم. رواه الخمسة، وحسنه الترمذي عن أنس بن مالك.

ولكن إذا كان الخوف على نفسها فقط، أو على نفسها وولدها، فعليها القضاء فقط، وليس عليها الإطعام، وقد نقل النووي الإجماع على هذا.

وإذا كانت تخاف على ولدها فقط، فجمهور العلماء أن عليها القضاء والإطعام، وقيل: عليها القضاء فقط دون الإطعام.

والمفتى به عندنا أن الإطعام على من عليه نفقة الصبي، وهو مد واحد عن كل يوم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني