الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب في أول عمري وأنهيت دراستي منذ فترة، خلال هذه الفترة تعرفت على فتاة وقد أضاعتني نفسي وشهوتي وضعفت وبعدت عن الدين كثيراً لدرجة أني كنت أكفر في رمضان وهذه أول مرة في حياتي، قبل أيام سمعت القرآن الكريم بصوت الشيخ ماهر حمد ولا أعلم لما شعرت بذنبي وأحسست أن رحمة ربي واسعة.. سؤالي يا شيخ ليس فتوى بل طلب نصيحة عن ماذا أفعل وكيف أصلح ما فاتني، وأقسم أني أملك النية الكاملة للتوبة؟ شكراً لك على كل شيء.. وادع لي بالهداية والتوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نفهم ما تقصده بقولك (وقد أضاعتني نفسي وشهوتي وضعفت وبعدت عن الدين كثيراً لدرجة أني كنت أكفر في رمضان)، فلا ندري أكنت تقصد أنك كفرت بالله وخرجت من الملة والعياذ بالله، أم أنك مارست الزنا والمحرمات الأخرى في شهر رمضان.. وعلى أية حال فإن كل ذلك يعتبر آثاماً كبيرة تجب منها التوبة، والحمد لله أنك أحسست أن رحمة ربك واسعة، وأنك تملك الآن النية الكاملة للتوبة، فإن من تاب وأناب إلى الله تعالى تاب الله عليه وغفر له، فعفو الله لا يتعاظمه ذنب، ورحمته وسعت كل شيء، كما قال عز وجل: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ {الأعراف:156}، وفي الحديث يقول الله: يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي. فالواجب عليك التوبة النصوح وهي التوبة الصادقة التي تحققت فيها شروط التوبة، وهي:

1- الإقلاع عن الذنب، ومن ذلك قطع العلاقة مع هذه الفتاة.

2- الندم على ما فات.

3- العزم على أن لا يعود إليه مرة أخرى..

ثم أكثر من الأعمال الصالحة والحسنات الماحية، لقول الله تعالى: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا {الفرقان:70}، وقوله تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود:114}، ثم ابحث عن صحبة صالحة من أهل الخير الذين يدلون على طاعة الله تعالى ويرغبون فيها، ويحذرون من طاعة الهوى وإغواء الشيطان، ونسأل الله العلي القدير أن يسلك بنا وبك سبل الهداية.

وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12069، 37675، 5091.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني