السؤال
ذهبت إلى الحج هذا العام وأديت المناسك كلها والحمد لله ولكني عندما رجعت من الحج قمت بذنب دائما أقع فيه رغم عزمي أن أتركه كل مرة ودعوت الله كثيراً في الحج أن أتركه ولكني أول ما رجعت ارتكبت نفس الذنب فهل هذا دليل علي أن حجي ليس مقبولا أو مبروراً؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الإصرار على الذنب بعد الطاعة قد يكون مؤشراً على أن الطاعة لم تفعل فعلها في إصلاح العبد، ولذا ينبغي للمؤمن أن يكون على حذر وخوف من عدم قبول طاعته، ويسعى جاهداً في تحقيق التوبة، ونرجو أن لا يكون ما وقع فيه الأخ السائل من الذنب دليلاً على عدم قبول حجته، ويجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى كلما وقع في ذلك الذنب، ونذكره بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه، حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا تواباً نسياً إذا ذكر ذكر. رواه الطبراني وصححه الألباني.
فتب إلى الله تعالى وإياك أن تقع في اليأس، فتمتنع عن التوبة بعد ما تقع في الذنب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم. رواه مسلم.
وقد قيل للحسن البصري رحمه الله: ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر ثم يعود، فقال: ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا، فلا تملوا من الاستغفار. وروي عنه أنه قال: ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين. يعني أن المؤمن كلما أذنب تاب. فاحرص أخي السائل على التوبة من ذنبك، وإذا وقعت فيه فجدد التوبة، ولا تمل حتى يكون الشيطان هو المدحور.
والله أعلم.