السؤال
عندما كنت صغيرا، وفي أحد الأيام كنت مسافرا من العاصمة الى بلدتي (مسافة تفوق250كم) و صادف أن كان أول يوم لرمضان في تلك السنة، لكنا لم نكن نعلم بذلك، فقد استيقظت صباحا و أفطرت كالعادة، ثم ذهبت إلى محطة الحافلات واشتريت علبة سجائر وجريدة، تناولت السيجارة، ورحت أقرأ الجريدة، ورأيت عنوانا "أول يوم في رمضان...." أي علمت أنه كان أول يوم في رمضان، لكني لم أرم السيجارة بل أخذت نفسا أو اثنين منها ورميتها...وعندما وصلت الى المنزل مساء أكلت أيضا.فما حكم ما فعلت، هل أعتبر مفطرا عمدا، أم في حكم المسافر، وماذا يجب علي أن أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نقول ابتداء إن الصوم لا يجب على الصغير دون سن البلوغ ‘ فإن كنت صغيرا لم تبلغ الحنث في ذلك الوقت فلا إثم عليك ‘ وإن كنت قد بلغت سن التكليف فالواجب عليك أولا أن تتوب إلى الله تعالى من التدخين فإنه محرم كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 63189 .
وأما فطرك بعد علمك بدخول شهر رمضان فهذا ينبني على كونك مقيما في العاصمة التي أردت السفر منها إلى قريتك أم أنك كنت مسافرا بها ولم تكن مقيما ‘ فإن كنت في الأصل مقيما بالعاصمة ولكنك أفطرت بعد شروعك في السفر فلا حرج عليك في الفطر‘ لأن المقيم بعد شروعه في السفر له أن يترخص برخص السفر والتي منها الفطر في رمضان، وهذا هو الراجح من أقوال أهل العلم‘ وأما إن كنت أفطرت قبل شروعك في السفر فإنه كان يلزمك الإمساك بدخول شهر رمضان ‘ وقد ارتكبت ذنبا عظيما بفطرك بعد علمك بدخول الشهر‘ والواجب عليك أيضا التوبة إلى الله تعالى وقضاء ذلك اليوم .
وأما إن لم تكن مقيما بالعاصمة فقد كان لك أن تترخص برخص السفر من الفطر وقصر الصلاة ولا يلزمك الصيام ولا الإمساك بعد علمك بدخول الشهر لأن الله تعالى رخص للمسافر في الفطر في رمضان فقال تعالى ( ... فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ... ) البقرة 184 . وعليك أن تقضي ذلك اليوم .
وأما أكلك بعد وصولك إلى البلدة التي أنت مسافر إليها فنرجو أنه لا حرج عليك حتى ولو كنت من أهل تلك القرية أو نويت الإقامة بها ‘ لأن المسافر إذا قدم في نهار رمضان مفطرا لم يلزمه الإمساك على الصحيح من أقوال أهل العلم. وانظر الفتوى رقم: 6674 .
والله أعلم.