السؤال
عندما كنت أقدم امتحانات نصف الفصل فدرست امتحان علوم بدل من المادة التي علينا مع أن ابنة عمي ساكنة في العمارة نفسها دائما تأتي لتسألني لتعرف الامتحان من أي صفحة يعني إلا في امتحان الذي درسته بدل من امتحان آخر ولم أنظر إلى البرنامج فهل هذا ابتلاء من الله، فأنا أصلي وأصوم وأصلي صلاة الفجر حاضراً والحمد لله وأصلي نوافل. قيام الليل لا أصليه مع أني أتمنى أن أقوم لأصليه، فهل الذي حدث معي هذا ابتلاء؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
إن ما حصل لك هو من الابتلاء، وقد يكون بسبب ذنب ارتكبته أو لرفع درجاتك أو لاختبار ما تكونين عليه من الصبر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
إن الابتلاء هو الاختبار والتمحيص يقول الإمام البخاري في صحيحه: الابتلاء والتمحيص من بلوته ومحصته أي استخرجت ما عنده، يبلو يختبر (مبتليكم) مختبركم... انتهى.
والابتلاء تارة يكون: لتكفير الخطايا ومحو السيئات، كما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
ولرفع الدرجات وزيادة الحسنات، كما هو الحال في ابتلاء الله لأنبيائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل... فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. رواه البخاري. قال العلماء: يبتلى الأنبياء لتتضاعف أجورهم، وتتكامل فضائلهم، ويظهر الناس صبرهم ورضاهم فيقتدى بهم، وليس ذلك نقصاً ولا عذاباً.
ولتمحيص المؤمنين، وتمييزهم عن المنافقين، قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت:2-3}، فيبتلي الله عباده ليتميز المؤمنون الصادقون عن غيرهم، وليعرف الصابرون على البلاء من غير الصابرين.
وتارة يكون الابتلاء عقاباً للمؤمن على بعض الذنوب، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، فمن هذا القدر يتبين لك أن الذي حصل لك هو ابتلاء، وأنه قد يكون لسبب ذنب ارتكبته أو لرفع درجاتك أو لاختبار ما تكونين عليه من الصبر... وعليك أن تصبري لتنالي أجر الصابرين، فقد جاء في الحديث الشريف: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
والله أعلم.