الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخسارة الحقيقة هي خسران الدين لا الدنيا

السؤال

سلام عليكم يا إخوة الايمان و كرم الله وجوهكم
أنا طالب جزائري قد ذهبت للدراسة بفرنسا وأنا أدرس علم الأحياء الذي جعلني أدرك عظمة الله وقدرته ولكني واجهت صعوبات خاصة من الجانب النفسي وقد تحصلت على نقاط رديئة ولكن في نفس الوقت هذه الظروف الصعبة جعلتني أتقرب من الله أكثر فأكثر حيث أصبحت أذكره كثيرا و أناديه و أصلي و أصبح ديني أفضل مما كان عليه.
و سؤالي هو هل هذه الخسارة يمكن أن يكون الله تعالى قد كتبها لي حتى تكون سببا في توبتي? فإنني أحيانا ألوم نفسي لأنني فشلت ثم أقول : لا يجب أن أحزن فربما قد كتب الله لي هذا، فهل أنا على حق في قولي هذا?

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنقول ابتداء وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثم اعلم أخي السائل أن الدين هو رأس مال المسلم، وأن الخسارة الحقيقة للمرء هي خسران الدين وليست خسارة الدنيا، ورحم الله من قال:

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه * فما فاته منها فليس بضائر.

ومن قال:

الدين رأس المال فاستمسك به * فضياعه من أعظم الخسران.

وما دمت قد استقمت على طاعة الله وازددت تقربا إليه فأنت على خير إن شاء الله، ولم تخسر شيئا، واعلم أن كل شيء في الكون يجري بقضاء الله تعالى وقدره، ففشلك في الدراسة قضاء قضاه الله وقدر قدره لحكمة عظيمة قد تكون لأجل أن تتوب أو غير ذلك من الحكم التي قد تعلمها وقد تجهلها، والمهم هو أن تصبر على قدر الله ثم لتجتهد في الطلب والدراسة، واستعن بالله تعالى ولا تيأس، وابذل أسباب النجاح تنجح بإذن الله، فإن عجزت فلا تعط الأمر أكبر من قدره ولا تعده خسارة كبيرة، فالخاسر حقا هو من يخسر نفسه يوم القيامة. قال تعالى: قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ {الزمر: 15} وقال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ {الشورى: 45} والخاسر حقا هو من حرم من رحمة الله تعالى: قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الأعراف:23}

وانظر للفائدة الفتوى رقم: 44779 ، 44779، الفتوى رقم: 98383.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني