السؤال
أريد شرحا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاء مخ العبادة) جزاكم الله خيرا؟
خلاصة الفتوى: الدعاء أساس العبادة وسر قوتها وروح قوامها؛ لأن الداعي إنما يدعو الله وهو عالم يقينا أنه لا أحد يستطيع أن يجلب له خيرا أو يدفع عنه ضرا إلا الله جل وعلا، وهذه هي حقيقة التوحيد والإخلاص، ولا عبادة أعظم منهما.
فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال: الدعاء هو العبادة. ثم قرأ: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" رواه أحمد وأصحاب السنن وغيرهم
وأما لفظ "الدعاء مخ العبادة" فقد رواه الترمذي وغيره وضعفه أهل العلم.
ومخ العبادة معناه: خالصها وسر قوتها. قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: "الدعاء مخ العبادة: المخ بالضم نقي العظم والدماغ وشحمة العين وخالص كل شيء، والمعنى أن الدعاء لب العبادة وخالصها لأن الداعي؛ إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص ولا عبادة فوقهما.
قال ابن العربي: وبالمخ تكون القوة للأعضاء فكذا الدعاء مخ العبادة به تتقوى عبادة العابدين فإنه روح العبادة.
وقال بعض المفسرين في قوله تعالى: إِِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي: أي عن دعائي"
وعلى هذا فالدعاء هو أساس العبادة وهذا الحديث مثل حديث: الحج عرفة. أي معظمه وأساسه. ومثل حديث : الدين النصيحة. أي لا يخرج شيء منه عنها.
فمن أكثر من الدعاء وداوم عليه أحس بلذة القرب من الله تعالى والصلة به والتعلق به والإخلاص له في كل ما يعمل.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني