السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر20عاما جاء لخطبتي العديد من الشبان وهم في الظاهر أنهم على خلق أنا أصلا منتقبة وسعيدة لذلك ولكن هناك سؤال واحد يدور في ذهني هل عندما كل هؤلاء الشباب يجلسون معي ثم لا يعودون على الرغم من أنني ولا أزكي نفسي على قدر من الجمال والالتزام وأحاول على قدر الإمكان أن أتقى الله في تعاملاتي مع الآخرين هل العيب في أنا أنا لا أعرف بدأت أشعر بحالة عدم الثقة وخاصة أن أمي لا ترضى عن التزامي وترى أنه السبب في ذلك وترى أن النقاب هو السبب. كل ما أطلبه من الله هو أن يرزقنى بالزوج الصالح لأني أخاف على نفسى من الفتنة في الدين فأنا أشعر بالوحدة بعد ما كل إخوتي منهم من تزوج ومنهم من سافر للعمل وأنا اجلس مع أمي وأبى في المنزل بمفردي وأحس بالوحدة الرهيبة على الرغم أنى لازلت أدرس وأحفظ القرآن وأحضر مجالس العلم لا أدري ماذا أفعل فقد صدمت في العديد من الأصدقاء وأحس أن الأرض ضاقت علي بما رحبت لا أدري ماذا أفعل فأشعر وكأني غريبة عن هذا العالم حتى أصدقائي لا يفهمونني وهل سبب رفض الخطاب لي هو عيب في أنا لا أدري؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجوابنا نسوقه لك في نقاط ونرجو منك تدبره:
أولا: اعلمي يقينا أن الأمور كلها بيد الله تعالى، والأرزاق يقسمها بين عباده كيف يشاء، وله في ذلك حكم بالغة، وهو العليم الخبير، لا مانع لما أعطى، ولما معطي لما منع، ولا راد لما قضى سبحانه وتعالى، والخير كل الخير للعبد في الرضا، والشر كل الشر في التسخط والاعتراض عليه.
ثانيا: نشكرك على استقامتك على الحق، ونسأل الله لنا ولك الثبات حتى نلقاه، وبخصوص ما ذكرت من عدم إتمام الزواج بعد إقبال الخطاب فلا يبعد أن يكون الأمر مجرد ابتلاء، وإنما يبتلي الله من عباده من أحبه ليرفعه الدرجات بالصبر والرضا والاحتساب.
ثالثا: بالنسبة لموقف أمك فهو خاطئ بلا شك ؛ فكم فتاة لم تلبس النقاب ولم تتزوج، بل ويرغب الرجال عن الزواج منها بسبب عدم لبسها له، والأمر لله من قبل ومن بعد، وقد قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق: 2} فاجتهدي أن تقنعيها بالحق وأن لا تكون بكلامها عونا للشيطان عليك، وأظهري لها قوة تمسكك بما تعتقدينه وعدم الحيدة عنه لتكف عن ذلك وينقطع أملها فيما تريد.
رابعا: بالنظر إلى سنك الذي ذكرت يتبين أنك ما زلت صغيرة السن، وأكثر قريناتك يتزوجن في سن بعد هذا السن فلا داعي للقلق أبدا، ولا داعي لما تشعرين به من غربة أو ضيق الأرض بك أو تصور أن السبب في عيب فيك، واحذري من الوساوس والتخيلات فهي من الشيطان: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ {المجادلة:10}.
خامسا: أخيرا فان الذي ننصحك به هو الالتجاء إليه سبحانه، وكثرة الدعاء والتضرع إليه ؛ فهو لا يرد داعيه خائباً،،واستغلي الأوقات الفاضلة المرجو فيها إجابة الدعاء، ولا تيأسي من رَوْح الله تعالى. وعليك بالصلاة خاصة في جوف الليل قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {البقرة:153} وقال تعالى: إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا {الشرح:6} ولا تجالسي من يزيد همك من صديقاتك ولا يكون عونا لك في أمرك. وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 92969.
والله أعلم.