السؤال
أنا طالب جامعي التحقت بكلية الطب بناء على رغبة والدي اللذين أكن لهم كل الحب والاحترام . وبعد مرور خمس سنوات أنا لازلت في السنة الثالثة .لا أشعر برغبة في استكمال دراسة الطب رسبت مرتين وغالبا الرسوب الثالث قادم لا أحس بأي رغبة في دراسة الطب أو العمل به والدي ووالدتي كلاهما يجبراني على الدراسة بالمحايلة أحيانا وبالترهيب أكثر إلى أن وصل الأمر لمرحلة الصدام بيننا والدي أقسم وأصر بأني إذا لم أمتثل لكلامه فيجب أن أغادر البيت فورا. ولن يتحمل مصروفاتي مادمت لا أستمع لكلامه وقد حدث ذلك حيث إني حاليا ( تركت البيت وقاعد عند واحد من أصحابي لا يعرفه أحد من أهلي ) باقي الأهل يطالبونني بأن أستمع لكلمات أمي وأبي" خصوصا أمي التي تعانى كثيرا من هذا الموضوع" . ولكنى لا أستطيع تنفيذ ما يطلبانه مني جدتي جزاها الله خيرا من باب المساعدة اتصلت بأحد الدكاترة النفسيين الروحانيين والذي أفادها بأن هناك " عملا مركبا ومضاعفا" لي ولوالدتي ويجب فكهما معا .هل هذا صحيح؟ المشكلة أني غير قادر على أن أنفذ رغبات أبي وأمي ماذا أفعل ؟ وما الحل؟ أفادكم الله؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
الوالد مجبول على حب الخير لابنه، وهو أكثر منه تجربة، والغالب أن ما يريده للابن أفضل مما يريده الابن لنفسه، وتجب المحافظة على رضا الوالد في المعروف.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن تعلم -أيها الأخ الكريم- أن الوالد مجبول بطبعه على حب ما ينفع ولده والسعي فيه، وهو أسن وأطول تجربة في أمور الحياة من الولد. والغالب على الظن أن رأيه سيكون أفضل للابن من رأي نفسه، وإن كره الابن ذلك فكراهته له لا تدل على أنه غير صواب - فإن الله تعالى يقول: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ [ البقرة:216].
كما أن طاعة الأولاد لوالديهم في المعروف واجبة، لقوله صلى الله عليه وسلم "رضى الله في رضى الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين" أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم.
وعليه، فننصحك بأن لا تتعجل في رفض هذا التخصص الذي يريده والداك، فقد يحصل النجاج فيه بعد الرسوب، وقد يكون الرسوب في غيره أكثر...
وإذا يئست من النجاح في هذا الاختصاص فاسع في إقناع أبويك بالحكمة والتلطف، وحينئذ سيستمعان إليك ويهتمان لما بك؛ لأنه لا يحملهما على ما ذكرته إلا شدة الحرص على نفعك.
وأما ما ذكرته مما قامت به جدتك من الاتصال بالشخص المذكور والذي أخبرها بأنه يوجد ما يسميه بأنه عمل مركب ومضاعف لك ولوالدتك فإننا ننبه أولا إلى أنه لا يجوز لجدتك الذهاب إلى مثل هذا الشخص فإنه دجال أو مشعوذ والذهاب إليه محرم شرعا، ثم إن ما ذكره لا يفيد شيئا فليس أهلا لأن يصدق فيما يقول، وإذا شعرتم بما يوحي بأعراض السحر فإننا ننصح بالسعي في حله بالرقية الشرعية عند من يؤمن في دينه. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 20082، وما أحلنا عليه.
والله أعلم.