الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل تسوية الصفوف في الصلاة، والأمر بذلك

السؤال

هل من دليل على وجوب التسوية في الصفوف عند إقامة الصلاة؟ وما رأي المذاهب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أجمع العلماء على مشروعية تسوية الصفوف في الصلاة، واختلفوا في وجوبها، فالجمهور على الاستحباب فقط، وحُكي هذا إجماعاً، وذهب الظاهرية والإمام البخاري إلى الوجوب، حيث قال في صحيحه: (باب إثم من لم يتم الصف)، وهو ظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية كما قال ابن مفلح في الفروع، واستدلوا بـالأدلة التالية:
1- حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق. رواه أبو داود والنسائي، وصححه ابن حبان.
2- حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة. رواه البخاري.
3- حديث النعمان بن بشير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لتسونَّ صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم. رواه البخاري ومسلم، ورواه أبو داود وأحمد بلفظ: أو ليخالفن الله بين قلوبكم.
4- حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أتموا الصف الأول، ثم الذي يليه... رواه الخمسة إلا الترمذي.

وهذه الأحاديث تحث على الأمر بالتسوية، والأمر يقتضي الوجوب إلا أن يصرفه صارف، ولا صارف هنا، وهذا هو الراجح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني