الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغش في الامتحانات وإعانة من يقوم به

السؤال

أنا مدرسة مبتدئة كل طموحاتى أربي جيلا واعيا متعلما يفهم أمور دينه، مع العلم أنا مدرسه لغة عربية، ولكن للأسف وجدت ما يحطم هذه الآمال فالإدارة بالمدرسة التي أعمل بها تربي التلاميذ على الغش ومحو العقل وهذا ما شهدته في الامتحان فيقومون بكتابة كل الامتحان على السبورة وعندما أقول لهم إن هذا حرام يسخرون مني ويستمرون في الغش ولا أستطيع أن أوقف هذا العمل لأن كل المدرسه تغشش ولا يوجد غيري أنا الرافضة للغش ولا أقوم بإملاء الأولاد على السبورة ولا أي شيء ولكن المدرسين الذين يقومون بالغش يسألونني عن أشياء خاصة بورقة الأسئلة فأجيبهم دون أن أغشش، فهل هذا حرام وأرشدني ماذا أفعل بخصوص الغش؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يفعله هؤلاء المدرسون من كتابة الامتحان على السبورة يعد خيانة عظيمة للأمانة التي أؤتمنوا عليها، وإن الله تعالى سائلهم عن ذلك، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، ولا ريب أن الخيانة في جانب التعليم لها ضرر عظيم يلحق بالطالب والمجتمع كله، فالواجب على هؤلاء التوبة إلى الله عز وجل والإقلاع عن هذه الخيانة بحق العلم والتلاميذ وبحق أولياء أمورهم الذين يأتمنونهم على أبنائهم.

ولا يجوز للسائلة أن تضعف أمام هؤلاء وتنجر معهم في غشهم وخيانتهم، ومن ذلك أن تخبرهم بالأسئلة في ورقة الامتحانات فهذا الإخبار غش أيضاً، فالمطلوب من السائلة الكريمة أن تنصح الإدارة والمدرسين وأن تبقى ثابته على موقفها من تحريم الغش ولا شيء عليها أكثر من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني