الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالدين في ترك الزواج من المرأة سيئة الخلق

السؤال

أرجو الإجابة عن سؤالي في هذه القصة التي سببت الكثير من البؤس والألم لأسرة كاملة لديها شاب وحيد لا يزال يدرس, ويعمل للسنة الأولى عمره 24 سنة، أحب فتاة معه بالجامعة في نفس عمره وغير مناسبة من جميع النواحي الأسرية والتربوية والاخلاقية والجمالية المهم هذا غير أن أهله لم يحبوها أبدا
رفضوها ومانعوا الارتباط لمدة سنة حتى هدد الشاب بالزواج دون رضاهم فوافقوا على رغم أنوفهم وبعد الخطوبة ومعرفة أنها حقيقة لا تتمتع بصفة جيدة بل هي كبيرة عليه بالسن وغير جميلة وعائلتها غير مناسبة ميزتها الوحيدة هي أنها جامعية مثله وأنها حافظة للقرآن مثله ولكن هي ليست حافظه للقرآن إلا بفيها ولا تعمل به ولا بأحكامه ولا تربويته ولا الحلال ولا الحرام بل هي إنسانه لها شخصية عنيدة ومتكبرة وتحب الأغاني ومطربات ومطربي هذه الأيام، ومتمردة ولئيمة وتحب البذخ مع أنها عند أهلها لا شيء، فهم حتى الآن ببيت إيجار والشاب له بيت ملك خاص به غير بيت أهله وله سيارة وعمل جيد ولكن كل هذا من والديه وليس منه فالعمل لوالده والبيت والسيارة هو اشتراه له وسجله له، أما عائلتها لا شيء بل بيتهم إيجار ووالدها موظف عادي وعندما خطبها ظنت نفسها الكل بالكل وأصبحت تتباهى كأنها بنت وزير وتصرف منه ببذخ وتطلب عرس 5 نجوم وشهر عسل والماس أصلي على العرس وطلبات غير متوازنة حتى مع مقدورات أهله وأهلها لم يقدموا لها أي شيء حتى الجهاز أي ملبوس العروس من ثياب وما شابه فقد جهزها الشاب وليس الأهل.
بعد الخطبة ب 5 أشهر رفض أهله الاستمرارية وكرهوا رؤيتها ورؤية أهلها وجرحوا بالبنت أمام الشاب وحلفوا أن يغضبوا عليه إن لم يتراجع عن الخطوبة ((كتاب الشيخ)).
لكنه رافض ولا يزال يحبها ومسلوب تجاهها وكأنه مسحور ولا يرى عيوبها مع أن كل الجيران والأقارب سخروا منه ومن قبح الفتاة وتصرفاتها حتى الآن المشاكل تشتعل هو يريدها وأهله رافضون وغاضبون وهو غير مهتم، الآن هي تهدده أنها لا تسامحه إن طلقها وأنها سوف تشكوه إلى الله وتطالبه بالكثير وتزين له الدين كما تراه هي، وهو يصدقها ويحتار الآن بين أهله وبينها، بماذا تنصحه بحق وهل يجب لفظ الطلاق إن كان كتاب شيخ فقط وهل لها حق، أرجو الإجابة وجزاكم الله عنا كل خير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فوجوب طاعة الوالدين أمر معلوم من الدين بالضرورة ، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23}.

وقال: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان:14}

وما دام الأمر كما ذكر عن هذه المرأة من سوء خلقها وعدم وقوفها عند الحلال والحرام مع حفظها للقرآن، فإن المتعين على هذا الشاب تركها ولو لم يأمره والداه لما ذكر من المثالب فيها، فكيف وقد أمراه بفراقها، فالواجب عليه طاعة الوالدين في ذلك، فهما أعلم وأجدر بتقدير مصلحتك، وسيعوضك الله خيرا. أما هل يجب لفظ الطلاق فنعم إن كان قد حصل عقد الزواج.

أما هل لها حق فحقها إن كنت قد عقدت عليها نصف مهرها الذي اتفقتم عليه لقوله تعالى: وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {البقرة:237}.

أما إن كنتم لم تتفقوا على مهر فيكتفى لها بمبلغ من المال متعة النكاح وهو راجع إلى العرف، وراجع الفتوى رقم: 13599.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني