السؤال
فتوى لإحدى الأخوات تسأل لها قريبة تحب المال جداً وتحب الدنيا ولكن ربنا هداها وقبل الالتزام سرقت كثيرا من المرات وأخذت مال بهدف مشروعات خيرية وصرفته على نفسها وسرقت من القريب والغريب وهي الآن تابت والحمد لله ولكن ليس لديها شجاعة أن تصارح الناس بالسرقة وفي نفس الوقت لا تجد مالا ترده لصعوبة حالتها المادية؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أراد أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً من السرقة فلا بد أن يرد المسروقات إلى أصحابها، لأن من شروط التوبة إرجاع الحقوق إلى أهلها أو ورثتهم إن كانوا هم قد ماتوا، فإن لم يرجعها إليهم لفقره، فعليه أن يستحل منهم فإن أحلوه منها فهو كمن أرجعها، وإن لم يحلوه بقيت في ذمته وهو في حكم الغارم، يأخذ من الزكاة ما يقضي به ديونه، مع ما يجب عليه من الاستغفار والدعاء لهم في مقابل ما أخذه من حقوقهم، وعليه أن يكثر من أعمال البر، فإن أصحاب الحقوق قد يطالبونه بها يوم القيامة، والله حكم عدل فقد يوفيهم إياها من حسناته، فعليه أن يكثر من الحسنات.
أما إذا كان قادراً على أدائها ولكنه لا يعرفهم ولا ورثتهم، أو لا يعرف أماكن وجودهم فإن عليه أن يتصدق بها عنهم، مع صدق التوبة والإكثار من فعل الحسنات، وعلى كل فمتى ما قدر ما على إرجاعها بأي وسيلة مشروعة وجب عليه ذلك، وإن لم يقدر وكان أحسن التوبة فيما بينه وبين الله فنرجو الله جل وعلا أن يقبل توبته، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.