السؤال
والدي عمره الآن مائة عام منذ حوالي ثلاث سنوات أصبح يقطع في الصلاة وأحياناً يصلي بدون وضوء، علماً بأنه طوال حياته يصلي والآن ترك الصلاة بحجة أنه لا صلاة عليه بحكم عمره، علماً بأنه يمشي وصحته جيدة بحمد الله وفضله، فما الحكم الشرعي فيه وهل تسقط الصلاة عنه، والدي أيضاً لا يقوم بغسل يديه من الغائط أو يستبرئ من البول وإذا حاولنا إجبارة على غسل يديه أو نصحناه أن يصلي فإنه يسب الذات الإلهية ويترك الأكل ويكره كل واحد مرب للحية، فهل يجوز أن نغلط عليه من أجل أن يغسل يديه ويصلي حتى ولو سب الذات الإلهية أو ترك الأكل، وهل أنا مجبور أن أتناول الطعام معه عندما يكون على يديه الغائط وهل أكون مذنبا وعاقا لوالدي في هذه الحالة، وما هو الحل علماً بأن النفس البشرية تعاف وهو يرفض أن يغسل يديه، وهل تكون هذه الأفعال من عمل الجن والسحر؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من حال هذا الرجل أنه قد اختلط عقله بسبب الكبر، ووصل إلى درجة سقوط التكليف عنه ولا يؤاخذ بما يصدر منه من كلام ولا بما يحصل في صلاته من خلل أو ترك، ولا يلام على ما ليس مكلفاً به ولو كان يتمتع بصحة البدن لأن العقل هو مناط التكليف، ومتى فقد فلا يؤاخذ الإنسان لأن القلم مرفوع عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ. رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم.
ولا يجوز إجباره على الأشياء التي لا يريدها بل ينبغي محاولة إقناعه بالنظافة وغسل اليدين لا سيما عند الأكل حسب الاستطاعة، كل ذلك بلطف، ولا يجب عليك بل ولا يجوز لك أن تأكل معه في حال تلبسه بالنجس ولا يعتبر ذلك عقوقاً لأن البر إنما يكون في المعروف، وعليك التحلي بالصبر في معاملة والدك الذي وصل إلى هذه الدرجة من الكبر وفقد الوعي، ولا يحملنك تصرفه وأخلاقه على الإساءة إليه فإن ذلك عقوق، والعقوق من أكبر الكبائر والعياذ بالله تعالى.
وإذا كان قد بقي معه إدراكه وعقله فهو مكلف ومحاسب على ما يصدر منه ومأمور بالصلاة والطهارة ولا تسقط عنه ولو كان كبير السن.
والله أعلم.