السؤال
فى الحقيقة أنا أعمل ببلد عربي ولله الحمد، ولكني دائما لدي طموح لأن أكون أفضل من خلال إكمال دراستي وفى الوقت الحالي أريد أن أنزل إلى بلدي لمدة شهرين حتى أكمل بعض امتحاناتي وأنا الآن أعمل عملاً إضافياً يعين على الحياة بجانب عملي الأصلي الذي لا يكفي نفقاتي معه وفى هذا العمل الإضافي يرفض مديري إعطائي مدة الشهرين ولدي زوجة وولد، فهل إن تركت العمل من أجل التضحية والتطلع إلى إكمال دراستي فهل أكون قد قطعت رزقي بيدي وقال لي الناس إن هذا حق زوجتي وابني ولا يجوز لي ذلك، ولكني أرى أن أحلم للأفضل من خلال العلم وإكمال اختباراتي وظني بالله أنه يعيننني وسوف يمنحني أفضل منها، فما رأي فضيلتكم؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
من حق المسلم أن يطمح إلى الأفضل دائماً، وقطع العمل الإضافي لأجل المصلحة لا يعتبر قطعاً للرزق، والموازنة بين المصالح والمفاسد أمر مطلوب شرعاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر لك كل أمر عسير ويوفقك لما فيه الخير.. ولتعلم أن من حق المسلم أن يحاول رفع مستواه العلمي وتحسين ظروفه المادية والمعنوية كلما سنحت له فرصة، بل إنه مطلوب من المسلم أن يتقدم دائماً من الحسن إلى الأحسن، وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول: إن لي نفساً تواقة: كلما نالت مرتبة تاقت إلى أعلى منها حتى نالت الخلافة، وإنني الآن أتوق إلى الجنة، وأرجو أن أنالها. هكذا ينبغي أن يكون المسلم الطموح.
ونزولك في الإجازة من العمل الأصلي وترك العمل الإضافي لا يعني قطع رزقك بحال من الأحوال، فإن الأرزاق بتقدير الله تعالى وأمره، وسفرك إنما هو لأداء الامتحان ورفع مستواك العلمي... ولا شك أن ذلك يتطلب تضحية ويحتاج إلى وقت.. وإن كانت زوجتك خارج البلد الذي تقيم فيه فإن من حقها عليك ألا تغيب عنها أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 10254.
فإذا كنت قد غبت عن زوجتك المدة المذكورة وهي في البلد الذي تريد أن تكمل فيه دراستك أو امتحانك في مدة الإجازة المذكورة فعليك أن تذهب في هذه المدة جمعاً بين المصلحتين (صلة أهلك وإكمال امتحانك)، والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو الموازنة بين هذه الأمور والتلطف مع مسؤولك في العمل الإضافي حتى يسمح لك بالذهاب مدة الإجازة.
والله أعلم.