السؤال
ما حكم التعامل مع حبيب على أنه زوج مع العلم أنه تقدم للخطبة أكثر من مرة...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعاملة الحبيب على أنه زوج من غير أن يكون هناك عقد نكاح محض زنا، ولا تقدم عليه إلا من رق دينها وأصبحت لا تفرق بين الحلال والحرام، واعلمي بارك الله فيك أن الخطبة مجرد وعد بالزواج، لا تحل شيئاً للخاطب سوى النظر إلى المخطوبة حتى يقرر على خطبتها أو الانصراف عنها، لما روي عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وما سوى ذلك فإن حكم المخطوبة بالنسبة للخاطب ما دام لم يعقد عليها لا يختلف عن حكم أي فتاة أجنبية عنه، فلا يحل له الخلوة بها؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ. رواه البخاري، ورواه مسلم. ولا لمس بدنها، بل ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وإنما ينبغي أن يتقيد ذلك بقيود الكلام مع الأجنبية فلا يكون إلا للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً في حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الخلاعة والليونة وإزالة الكلفة.
ومما سبق تعلم السائلة أن معاملة الحبيب كزوج سواء كان خاطبا أم لا ما لم يكن هناك عقد نكاح خطأ جسيم وإثم كبير وهو مما شاع في بعض مجتمعات المسلمين من التسيب والفوضى والجهل بحدود الشرع، ومن وقع منها ذلك فعليها أن تتوب إلى الله مما سبق وتعزم ألا تعود إلى ذلك وتحرص على تعلم أمور دينها وتختار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير...
و نسأل الله أن يحفظ نساء المسلمين من الفتن وأن يوفقهن إلى التمسك بأخلاق الإسلام.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني