السؤال
ما مدى صحة هذا الأثر عن عمر: وسأل عمر رجلا عن شيء، فقال: الله أعلم، فقال عمر: قد خزينا إن كنا لا نعلم أن الله أعلم، إذا سئل أحدكم عن شيء فإن كان يعلمه قاله، وإن كان لا يعلمه، قال: لا علم لي بذلك. وهل يفهم منه النهي عن قول الله أعلم؟
ما مدى صحة هذا الأثر عن عمر: وسأل عمر رجلا عن شيء، فقال: الله أعلم، فقال عمر: قد خزينا إن كنا لا نعلم أن الله أعلم، إذا سئل أحدكم عن شيء فإن كان يعلمه قاله، وإن كان لا يعلمه، قال: لا علم لي بذلك. وهل يفهم منه النهي عن قول الله أعلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نجد هذا الأثر مسنداً فيما بين أيدينا من المراجع على كثرتها ولا نظن أن هذا يصح عن عمر وهو القائل لما سأله رسوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في حديث جبريل المشهور: .... يا عمر هل تدري من السائل؟ قال: الله ورسوله أعلم... رواه البخاري ومسلم.
وقد وردت آثار كثيرة عن الصحابة في الأمر بهذه الكلمة (الله أعلم) لمن سئل عما لا يعلم، فقد ورد عن علي بن أبي طالب، قال: إذا سئلتم عما لا تعلمون فاهربوا. قالوا: كيف الهرب يا أمير المؤمنين؟ قال: تقولن الله أعلم.. وعنه أيضاً قال: يا بردها على الكبد أن تقول لما لا تعلم الله أعلم.. ومثله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من علم منكم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل لما لا يعلم الله أعلم، فإن العالم إذا سئل عما لا يعلم قال الله أعلم، وقد قال الله لرسوله: قل ما اسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين..
وهذه الآثار رواها الدارمي في سننه، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل وقال الله أعلم، وذلك فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين، فقال الله أعلم بما كانوا عاملين.. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني