الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كان يعمل ببنك ربوي ثم مات فهل يعذب بسبب ذلك

السؤال

توفي أبي منذ وقت قصير وكان يعمل ببنك ربوي ولكنه لم يعمل في قسم القروض وكان ملتزما بالصدقات ومشاء للمساجد وكثير الحج والعمرة والذكر فهل يبطل عمله وهل هو الآن يعذب وماذا أستطيع أن أفعل لكي لا يعذب، وما حكم ما تركه لنا من أموال مع العلم أنه كان يأخذنا دائما لأداء العمرة فهل تبطل العمرة؟ أفيدوني بالله عليك ماذا أعمل مع العلم أنه كان لا يوجد مصدر آخر للرزق له ولنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يتجاوز عن أبيك وأن يتغمده برحمة منه وفضل إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أما بخصوص سؤالك فإذا كان عمله لا يتضمن الإعانة على الربا بوجه من الوجوه فلا حرج فيه، وراجع الفتوى رقم: 52899.

أما إذا كان عمله يتضمن الإعانة على الربا فقد ارتكب إثما عظيما نسأل الله أن يتجاوز عنه، ولا يؤجر على الطاعات المالية التي قام بها عن طريق المال الحرام الناشئ عن العمل المحرم، لكن لا نقطع بأنه يعذب بذلك لأن المؤمن العاصي في مشيئة الله إن شاء عذبه بعدله وإن شاء غفر له بفضله.

وما تركه من مال ناتج عن العمل في هذا البنك ينظر فيه فإن كان ناتجا من عمل مباح فهو ميراث مباح لورثته، وأما إن كان ناتجا من عمل محرم فيجب التخلص منه بإنفاقه في مصالح المسلمين كما هو مبين في الفتوى رقم: 9616، والفتوى رقم: 106658، والفتوى رقم: 9712.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني