الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تنظيف صالات الأفراح

السؤال

أشكركم على مجهودكم الرائع في خدمة الدين الإسلامي وهداية الخلق.
انا وأخي عقدنا النية على إنشاء مشروع دراي كلين (مغسلة) للمنسوجات والسجاد, وأريد أن أسال عن شيء فقد طلب منا أحد أصحاب صالات الأفراح ( التي تستخدم المعازف والغناء) أن نقوم بعملية غسيل لمفارش الموائد والشراشف المستخدمة في هذه الصالة ولكني أخشى أن يكون في الأمر شيء من الحرمانية مع العلم أنه ليس لنا أي صلة بهذه القاعة ولا نشاطها من قريب أو بعيد, ونحن نشاطنا كما أسلفت سابقا فهل هناك من وزر إذا قمنا بتلبية طلبه أم ليس هناك شيء ويمكننا أن نتعامل معه حيث إن نشاطنا والله أعلم حلال أما نشاطه هو فالله أعلم حرام.
أفيدونا ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تنظيف مفارش الموائد والشراشف المستخدمة في صالات الأفراح الأصل فيها الجواز، ولا يمنع منها إلا إذا علم أن صاحبها يهيئها لمن يرتكبون فيها المعاصي من معازف وغناء واختلاط؛ لما فيه من الإعانة على الإثم، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ {المائدة:2} أو على الأقل الرضى وعدم إنكار تلك المنكرات.

وبناء على هذا، فلا يجوز لكما أن تنظفا تلك الأدوات لهذه الصالة إن علمتما أنها تنظف للاستعداد لاستقبال أهل المعاصي، واعلما أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3} وما يدريكما أن رفضكما التعاون مع أصحاب الصالة يكون تنبيها لهم، ويكون سببا في توبتهم من المعاصي المترتبة على استخدام صالتهم في المحرمات المذكورة.

وللمزيد راجع الفتويين: 48634، 28320.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني