السؤال
مارأي فضيلتكم في الصلاة خلف إمام بنى بيتا من قرض ربوي .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شكَّ في أن التعامل بالربا من أكبر المنكرات، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة 278-279}.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه. رواه مسلم.
فالواجبُ عليكم نصيحةُ هذا الإمام بالتوبةِ إلى الله عز وجل، فمن تاب تاب الله عليه، فإذا تابَ هذا الإمام فإنه لا خلافَ في صحة الصلاة خلف من ارتكبَ ذنباً ثم تاب منه، وأما إذا لم يتب فهو فاسقٌ بارتكابه لهذه الكبيرة، وقد اختلف أهل العلم في حكم الصلاة خلف الفساق، والصحيح أن الصلاة تصح خلفهم وهو مذهبُ الجماهير فقد صلى ابن عمر خلف الحجاج، وقال عثمان رضي الله عنه: إن الصلاة من أحسن ما يعمل الناس فإن أحسن الناس فأحسن معهم وإن أساءوا فاجتنب إساءتهم. أخرجه البخاري.
وقال أبو جعفر الطحاوي في عقيدته: ونرى الصلاة خلف كل برٍ وفاجر من أهل القبلة.
ولكن مع هذا فقد نقل شيخ الإسلام اتفاق الأئمة على كراهة الصلاة خلف الفساق، ولذا فالصلاةُ خلفه صحيحة، والصلاة خلف غيره من العدولِ أولى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني