السؤال
السؤال الذي بعثته إليكم لا علاقة له بالصيام لأن أمي تصوم و تصلي وإنما كان لمعرفة هل هو حرام أم لا أن استعملت أمي هذه المادة في حياتها العادية و اليومية.
أنا أمي تستعمل مادة على شكل بودرة تسمى نفة توضع في الفم لها نفس وظيفة الدخان على الإنسان إن لم تستعملها يؤلمها رأسها, حدثتها كثير أن هذا يدخل في باب تحريم الدخان فلا أسمع منها إلا ربي يسهل علي تركها إنها رفيقتي منذ 70عاما و يصعب علي التخلي عنها.
أرجوكم وجهوا كلمة خاصة لأمي حتى أقرأها عليها علها بإذن الله وعلى أيديكم تترك هذا الشيء المقرف؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت المادة التي ذكرتها لها نفس وظيفة الدخان فلا شك فى تحريمها، فمن المعلوم حرمة استعمال الدخان بكل أشكاله وأنواعه لما يترتب عليه من مفاسد عظيمة ومخاطر جسيمة فهو من أسباب الهلاك، ومن المعلوم بالضرورة وجوب المحافظة على النفس والبعد عما يتلفها، فقد قال تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}.
وكون والدتك لا تستغني عن تلك المادة لطول صحبتها لها فذلك من مكايد الشيطان ومن أسلوبه فى تزيين الباطل والتمادي عليه، ومن المعلوم أن الشيطان لا يسعى إلا في إهلاك الإنسان وصده عن طريق الحق، وعليه فننصح تلك الوالدة بأن تستعين بالله ليعينها على الإقلاع عن استعمال تلك المادة المحرمة وأن تبادر بالتوبة الصادقة وذلك بالإقلاع فورا عن هذه المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم الرجوع إليها خصوصا كونها قد بلغت السبعين من عمرها أو أكثر فالأجدر بها أن تتعظ وتعتبر وتتخيل قرب النهاية والرحيل من دار الدنيا إلى الدار الآخرة للحساب والجزاء، ولتحذر من أن يفاجئها الموت وهي مقيمة على تلك المعصية فتندم حين لا ينفع الندم، وراجعي وطالعي معها حكم استعمال الدخان ومخاطره في الفتوى رقم: 1819.
والله أعلم.