السؤال
في مجتمعنا هناك من المصلين من لهم أخلاق ذميمة وهناك من يتعامل بالربا ومنهم من يغش في تجارته ومنهم متعدعلى جيرانه و منهم من يأكل أموال الناس بالباطل ولكن يصلون، و بعض من الناس لا يصلون تماما و إذا قلت لهم تعالو لتصلوا لأن الصلاة فرض إلى غير ذلك يقولون لك نحن لا نصلي مع هؤلاء، انظر ماذا يفعل هؤلاء المصلون مع الناس، ومع ذلك يتسارعون إلى المساجد، هل هؤلاء المصلون يأثمون بأعمالهم غير اللائقة بالإسلام وقد كانوا سببا في جعل الفئة الأخرى لا تؤدى هاته الفريضة العظيمة التي هي الصلاة. أفيدونا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما ذكره السائل أمر واقع ومحزن، فكثير من المصلين يقعون في كبائر الذنوب ويصرون عليها، ولو كانوا يؤدون الصلاة كما أمرهم الله تعالى ويواظبون عليها حقا لانتهوا عن تلك المنكرات لأن الله تعالى قال: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {العنكبوت:45}، قال ابن كثير: على ترك الفواحش والمنكرات، أي مواظبتها تحمل على ترك ذلك. انتهى.
وقد ثبت عن ابن مسعود موقوفا: من لم تأمره الصلاة بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد بها إلا بعدا. رواه أحمد في الزهد وصححه الألباني.
ولكن ليس لتارك الصلاة أن يحتج بذنوب أولئك المصلين لأن الله تعالى أمره بالصلاة والبعد عن المنكرات ولا يسقط هذا عنه بسبب ذنوب الآخرين، ولا يصح أن يقول: لو كانت الصلاة تنفع لنفعت المصلين، لأن الذنوب التي يقعون فيها يرجى لهم أن تحملهم صلاتهم على تركها إن شاء الله، وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلانا يصلي الليل كله فإن أصبح سرق، فقال: سينهاه ما تقول. أو قال: ستمنعه صلاته. رواه أحمد والبزار.
كما أن الصلاة نفسها مكفرة لصغار الذنوب كما ثبت في السنة، فلا يجوز بكل حال أن يحتج تارك الصلاة على فعلته القبيحة بذنوب المصلين، وترك الصلاة أعظم جرما من سوء الخلق والغش وغيرها من الكبائر لأن تركها كفر كما في الحديث والعياذ بالله، وسيعلم أولئك التاركون للصلاة يوم القيامة أن حجتهم واهية وأنه ليس لهم عذر في ترك الصلاة.
والله أعلم.