الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعد عاقا إذا اختار فتاة للزواج لا تريدها أمه

السؤال

أنا طالب أدرس في دولة أجنبية وأريد التقدم للخطبة من ابنة بنت عمتي مع العلم أن الوالدة لا تريدني أن أرتبط بهم لوجود خلافات في الماضي بينهم والفتاة ذات دين وخلق وأدب وتربطني بها علاقة لأكثر من أربع سنين وقد وعدتها بالزواج، وبخصوص العائلة الوالد وإخواني كلهم موافقون ما عدا الوالدة لما ذكرت من خلافات وأنهم عيلة لا تنفع وكذا وكذا، وعندما أسألها لماذا تقول بأنهم ما ينفعون ولو تزوجتها لا ترضي علي لا دنيا ولا آخرة، وتريد أن تزوجني الفتاة التي تختارها وأنا لا أريد إلا التي اخترتها، أفيدوني جزاكم الله خيرا وهل يوجد عقوق بالوالدين في أمري مع العلم أن الوالدة إنسانة جدا طيبة إلا عندما أذكر لها أمر زواجي تغضب علي وأشياء أخرى حتى لدرجه البكاء وأنا محتار في أمري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن بر الأم من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، كما أن عقوقها من أعظم الذنوب ومن أهم أسباب سخط الله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. رواه البخاري ومسلم.

أما عن سؤالك، فالذي نوصيك به أن تستخير الله في زواجك من تلك الفتاة، ثم تجتهد في إقناع أمك بزواجك منها وتستعين على ذلك بمن له تأثير عليها، وتستعمل كل وسيلة مشروعة في ذلك مع استعانتك بالله والإلحاح في الدعاء وعدم تعجل النتيجة، فإن رضيت بزواجك منها فبها ونعمت، وإن أصرت على رفضها، فنوصيك بطاعتها في ترك الزواج ممن لا ترضاه ما لم يترتب على ذلك ضررعليك.

وننبه السائل إلى أن الإسلام لا يقر علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولو كانت بهدف الزواج، وإنما المشروع إذا أراد الزواج من امرأة أن يخطبها من وليها، وتظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها. واعلم أن ما فيه الخير لك يعلمه الله وحده، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}

واعلم أن في الصبر ومخالفة الهوى، الخير الكثير والأجر الكبير، قال تعالى: وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. {هود:115}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني