السؤال
أردت أن أصلي صلاة الليل ولكني صليت ست ركعات ثنائية بنية التهجد وست ركعات أخرى بنية القيام فهل صلاتي صحيحة أو ما هو الأصح الذي يجب أن أسير عليه كما في السنة رعاكم الله أي أجعلها نية واحدة أم ماذا تكون النية وهل أعيد ذكر دعاء الاستفتاح في كل ركعتين أم أكتفي بتكبيرة الإحرام بعد الركعتين الأوليين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتهجدُ من قيام الليل فلا يحتاجُ إلى نيةٍ خاصة، وإنما سمي التهجد بذلك الاسم لأنه القيامُ بعد نوم، فالتهجد هو ترك الهجودِ أو الرقاد، كالتحنث وهو ترك الحنث أي الإثم، وعلى هذا فالمشروع أن تنوي بصلاتك قيام الليل، سواء قمت في أول الليل أو آخره، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم صفة قيام الليل للأعرابي الذي سأله عنها بياناً تاماً مغنياً عن كل بيان، كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة، وسنته العملية صلى الله عليه وسلم كما أخبرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة لا يزيدُ عليها في رمضان ولا غيره، يُصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ، فالسنة أن تصلي إحدى عشرة ركعة حسنةً طويلة ، فإذا شقّ عليكِ طول القيام، وأردتِ الاستعاضة عنه بكثرة الركعات فلا بأس، والسنة أن تختم صلاتك بالوتر في آخر الليل.
وأما عن دعاء الاستفتاح فإنه مندوبٌ في أول كل صلاة، وكلُ ركعتين مستقلتان عن غيرهما، لا تعلقَ لهما بما قبلهما ولا بما بعدهما، ولذا فالمشروع أن تأتي بدعاء الاستفتاح في أول كل ركعتين.ولواقتصرت على دعاء الاستفتاح في أول ركعة من التراويح لكان لذلك وجه قال به بعض أهل العلم كما في مطالب أولي النهى وغيره.
والله أعلم.