السؤال
أرغب بالزواج من امرأة تتوفر فيها الصفات التي حث عليها ديننا الحنيف ولكن جزءا من إخوانها يحملون عيبا وراثيا ألا و هو السمنة المفرطة؟ ما حكم الشرع في ذلك؟ وهل يعتبر هذا العيب من العيوب التي حث الرسول صلى الله عليه وسلم، على النظر إليها وأخذها بعين الاعتبار في قوله: تخيروا لنطفكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم معيار اختيار الزوجة بقوله صلى الله عليه وسلم: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. رواه البخاري، ومسلم
وقد أرشد صلى الله عليه وسلم الخاطب إلى النظر إلى المخطوبة حتى يحصل القبول بينهما، فقد روي عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي، والنسائي ، وابن ماجه، وصححه الألباني.
فقد حث الشرع على اعتبار الدين في الزوجة، ولم يمنع من اعتبار الصفات الأخرى مع الدين، لكن الممنوع التغاضي عن الدين لأجل صفة أخرى.
أما عن سؤالك عن حكم الشرع في خطبتك لهذه الفتاة التي يتصف بعض أخواتها بالسمنة، فإنها ما دامت ذات دين فقد ندب الشرع إلى التزوج بها ولو كانت سمينة بالفعل، فليست السمنة عيباً يحث الشرع على ترك المرأة لأجله، وإنما المعّول عليه قبول الرجل للمرأة وهو أمر نسبي يختلف من رجل إلى رجل، على أننا ننبهك إلى أن مجرد وجود بعض أخواتها بهذه الصفة ليس دليلاً على أنها ستصير مثلهم، كما أن السمنة في الغالب من الأمور التي يمكن معالجتها، أما ما يتعلق بحديث: تخيروا لنطفكم. فإن هذا الحديث ورد بروايات عديدة، معظمها قد ضعفه العلماء، ولكن صحح الشيخ الألباني رحمه الله بعض الروايات بمجموع طرقها.
وعلى فرض صحة الحديث فليس فيه الحث على اعتبار مثل هذا العيب، وإنما المقصود اعتبار الدين والخلق في المرأة، قال المناوي في شرح هذا الحديث: أي لا تضعوا نطفكم إلا في أصل طاهر.
فالذي ننصحك به أن تستخير الله في هذا الزواج، ثم تتوكل على الله، وتعلم أن الخير والفلاح في اختيار ذات الدين.
والله أعلم.