الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استخراج شهادة عمل كاذبة للحصول على الوظيفة

السؤال

أنا شاب أعمل في مجال الكمبيوتر لحسابي الخاص حيث ليس لدي محل أو شركة، لأن ذلك يتطلب إمكانيات مادية معينة، ومن أجل تجديد بطاقة تعريفي أو جواز السفر (وربما تأشيرة سفر إلى بلد ما) علي تقديم شهادة عمل، وإلا فسأعتبر عاطلا عن العمل، وهذا غير صحيح... فهل يجوز لي من أجل هذه الغاية -وفقط من أجل هذه الغاية- طلب شهادة عمل من شركة، تقول فيها إنني أعمل لديها، وستشير إلى نفس العمل الذي أقوم به بالضبط، مع العلم بأنني لن آخذ حقا لأحد ولن أوظف لاحقا هذه الشهادة لنيل وظيفة أو شيء من هذا القبيل، فالمسألة مجرد مسطرة إدارية مستحدثة في عصرنا، ولو كنا في عصر غير هذا واقتضى الحال أن أحضر شاهدين أو أكثر لأجل إثبات عملي لفعلت، ولكانت شهادتهم حقا؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه من المعلوم عند كل مسلم أن الكذب حرام وأنه ليس من صفات المسلم، ولا يجوز ارتكابه إلا في حالة الضرورة أو المصلحة المعتبرة التي لا يمكن الوصول إليها بأي وسيلة أخرى، وبشرط أن لا يترتب عليه ضرر بالغير.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله عز وجل صديقاً. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله عز وجل كذاباً. رواه مسلم.

ولذلك فإذا أمكن لهذه الشركة أو غيرها أن تجري لك اختباراً تحدد من خلاله مستواك.. وتعطيك شهادة تثبت خبرتك وعملك في المجال الخاص الذي تعمل فيه أو أمكنك حل مشكلتك بأية وسيلة أخرى تتجنب فيها الكذب، فإنه لا يجوز أن تطلب الشهادة المذكورة لما تتضمنه من الكذب والتزوير.. وإن لم تجد وسيلة لحل مشكلتك غير ما ذكرت ولم يكن فيه ضرر لأحد جاز لك ذلك، كما سبق بيان ذلك بالتفصيل وأقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 39152.. ونسأل الله تعالى أن ييسر لنا ولك الخير أينما كنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني