السؤال
أنا فتاة عمري 18 عاماً، ومنذ أن كنت في أيام الطفولة كنت ألعب مع أبناء خالي الذكور، وعندما أصبحت في 14 أو 15 بدأ أولاد خالي تعليمي على الفساد فكانوا يذهبون إلى المحل المجاور ويسرقون بعض الحلوى وكنت أفعل ذلك معهم، علما بأنهم أول من طرح الفكرة واستمر الوضع هكذا إلى أنا أدركت بنفسي أن هذا حرام ولم أعد هذا الأمر ثانياً، أريد أن أعرف ما يجب علي فعله الآن... لن أخبر والدي عن هذا الأمر لأنهما كانا يتركان لنا الحرية في تصرف ما نريد ولم يشكا يوما في تصرفاتنا... كما أننا كنا نمارس الجنس في هذا السن ولا أعرف أنه محرم فقد اقتنعت بأنه جائز بسبب محاولات ابنا خالي بإقناعي، فماذا أفعل لم أذق يوما طعم الراحة إني أفكر في هذا الأمر مراراً إلى أن توصلت إلى هذا الموقع لعلي أجد الجواب الشافي الذي طالما كنت أبحث عنه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمهما عظم ذنب العبد وكثرت ذنوبه فإنه إذا تاب توبة صادقة مستوفية لشروطها تاب الله عليه، بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
أما عن التوبة من السرقة فلا بد من رد قيمة المسروق إلى أصحابه، أو ورثتهم إن كانوا قد ماتوا، ولا يلزمك إخبارهم بالسرقة، وإنما يمكنك التماس أي حيلة لتعطيهم ما يغلب على ظنك أنه قيمة ما سرقت، فأما إن تعذر الوصول إلى أصحاب المسروق أو ورثتهم بكل وسيلة فعليك أن تتصدقي عنهم بقيمة المسروق..
وأما عن التوبة من الزنا فذلك بالإقلاع عنه والندم على فعله، والعزم الصادق على عدم العود مع الإكثار من الأعمال الصالحة، والتزام ما أمر الله به من الحجاب واجتناب الاختلاط المحرم بالرجال والبعد عن مداخل الشيطان وأبواب الفتنة، وعليك بالستر على نفسك فلا تخبري أحداً بذلك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.
والله أعلم.