السؤال
أنا فتاة أصبت بوسواس الغسل لدرجة حول حياتي لجحيم فأنا أصبت بمرض بسيط يسبب لي حكة في المنطقة التناسلية فتعالجت منه ولله الحمد قد خف و لكن أثناء الليل أقوم بالحك لا إرادي مما يتسبب في تغيير لون ملابسي فعند الاستيقاظ أكون شبه متيقنة أنه بسبب الحك و ليس مني و لا مذي و لكني لا أستطيع الجزم فكنت أغسل كل يوم و بسبب الوسواس أعيد الغسل أكثر من مرة في اليوم فأصبحت أيامي كلها جحيما لا يطاق.أفتاني أحد الشيوخ بالأخذ بقول قتادة بأني إذا لم أجزم بأن الذي في ملابسي مني فلا أغتسل و لكن الشيطان ما زال يوسوس لي أريد فقط تأكيدا و شرحا أرجوكم.
أنا أغتسل بالماء والصابون ثم أبدا غسل الجنابة بالماء فقط و لكن أحيانا أجد بقايا بسيطة جدا من الصابون في يدي وأحيانا عند دخول الماء في عيني تحرقني فأعتقد أن الصابون لم يزل فأعيد الاغتسال مرة أخرى, أرجوكم وضحوا لي هل الصابون البسيط يفسد الغسل؟ وأحيانا أغسل شعري بالبلسم فينعم الشعر وأحيانا يدي حتى لو غسل بالصابون فإن يدي أو رجلي لا تزال ناعمة فهل يعني هذا أنه لم يزل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسألُ الله لكِ العافية من هذا الوسواس، ثم اعلمي أن علاج الوسواس أن تعرضي عنه ولا تلتفتي إليه، وهذا السائل الذي يخرجُ منكِ لا يلزمك الغسل منه طالما أنك لا تتيقنين أنه مني، فكيف والغالبُ على ظنك بل شبه المتيقن لكِ أنه من أثر تلك الحكة كما تقولين وانظري الفتوى رقم: 60913.
فالذي ننصحك به هو أن تتركي الغسل من هذا الأمر، ولا تلتفتي إلى تلك الوسوسة المذمومة التي كدرت صفو حياتك، واغسلي أثر ذلك السائل من ثيابك.
وقد بينا حكم الاغتسال بالماء والصابون في الفتوى رقم: 13417، وإذا كنتِ تغتسلين بالماء والصابون لا بنيةِ الجنابة، ثم تغتسلين بنية الجنابة فلا حرج في هذا، فإذا وجدتِ بقايا من الصابون بعد الغسل، فهي من الغسل المتقدم على غسل الجنابة، ولا يلزمكِ إعادة الغسل مرةً أخرى. وإذا كان الصابون يحول دون وصول الماء إلى الجسد وهذا بعيد، فيكفيكِ غسل ذلك الموضع بالماء حتى ولو طال الفصل، فإن الموالاة ليست شرطاً في صحة الغسل عند الجماهير.
وأما الماء الذي يُحرقُ عينيكِ فليس دليلاً على بقاء الصابون، فإن الشيء اليسير جداً من الصابون يؤثر ذلك الأثر، ثم الماء يزيله.
وأما غسلُ شعركِ أو بعض أعضائك بالبلسم، فإذا كان له جرم يمنعُ من وصول الماء إلى البشرة فلا بد من إزالته حتى يُتيقن وصول الماء إلى البشرة، وإن لم يكن له جرم فلا أثر له، وإن بقيت نعومة اليدِ أو غيرها، فهذا وحده لا يدل على أن له جرماً يحول دون وصول الماء إلى البشرة.
والله أعلم.