السؤال
أريد أن أعتكف شهر رمضان المبارك كاملاً -إن شاء الله تعالى-، فهل في ذلك شيء مخالف للسنة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسنَّة التي واظب عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- هي: اعتكاف عشرة أيام في كل رمضان، وهي العشر الأواخر منه، ولكن قد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه زاد عليها، فقد اعتكف مرة الشهر كله.
روى ذلك مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده، فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه، فكلم الناس، فدنوا منه، فقال: إني اعتكفت العشر الأول، ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحبَّ منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه.
وثبت عنه -أيضاً- أنه اعتكف عشرين، كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه، اعتكف عشرين يوماً.
فبان بهذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتكف الشهر كله، وعشرين منه، وكان مواظباً على اعتكاف العشر الأواخر، فمن اعتكف في سنة من السنين الشهر كله، ثم اعتكف في أخرى عشرين منه، وكان مواظباً على اعتكاف العشر الأواخر في غير ذلك من السنين، يكون قد أصاب السنَّة إصابة تامة من جميع الوجوه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني