السؤال
شخص لا يريد أن يضيع الأيام الفاضلة -مثل العشر الأخيرة من رمضان أو الأولى من ذي الحجة- بأي شيء يلهيه عن ذكر الله وطاعته، فيقدم شهادات مرضية غير صحيحة لجهة عمله من أجل الحصول على إجازة مرضية، علما بأن رؤساءه المباشرين يعرفون بالأمر ويقرونه عليه. فما حكم ذلك خاصة في رمضان حيث يريد الاعتكاف؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب على العامل أن يقوم بأداء ما يلزمه من العمل الذي ائتمن عليه، وإلا كان خائناً لأمانته غاشاً لجهة عمله، وقد حرم الله كلا من خيانة الأمانة والغش، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، وقال صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه مسلم.
وبناء على هذا، فإنه لا يجوز لهذا العامل تقديم شهادات طبية على أنه مريض ليعفى من العمل ويتفرغ للنوافل؛ لما في ذلك من خيانة الأمانة والغش والكذب، والله لا يتوصل إلى رضاه بارتكاب المعاصي وتضييع الحقوق. وللأهمية راجع الفتوى رقم: 45200، والفتوى رقم: 24095.
والله أعلم.