السؤال
قرأت في موقعكم جوابا عن سؤال يتعلق بأمية النبي صلى الله عليه وسلم وعدم معرفته القراءة والكتابة وكانت من ضمن الآيات المستدل بها قوله تعالى(وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك الخ الآية... لكن بعض أصحاب المجامع اللغوية كالراغب الأصفهاني يصرون على أن التلاوة تخص الكتب المنزلة ولا تشمل الكتب الأخرى فيكون معنى الآية الشريفة أنك لا تقرأ ولا تكتب خصوص الكتب المنزلة فقط لا أنك لا تقرأ ولا تكتب كل كتاب..ويفترض أن الراغب ومن ذهب إلى هذا الرأي من أهل الاختصاص فبماذا يمكن مناقشتهم؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نعت الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بالأمية في أكثر من موضع من كتابه العزيز، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الأعراف: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ {الأعراف:157} .
وقد بينا في فتاونا السابقة الحجج الدالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أميا حين نزول الوحي عليه، وبينا أن هذه الأمية ليست نقصا فيه، وإنما هي من الأدلة الظاهرة على كون الهدى الذي يبلغه للناس إنما هو من ربه سبحانه وتعالى وغير مأخوذ من الكتب والفلسفات الأخرى التي كانت موجودة في عصره صلى الله عليه وسلم، وراجع إن شئت الفتويين رقم: 28870، 100298 .
وأما ما نسبته للراغب الأصفهاني من كون آية سورة العنكبوت المشار إليها في السؤال إنما تدل على نفي تلاوة الرسول صلى الله عليه وسلم للكتب المنزلة فقط ولا تدل على أميته ــ فإننا رجعنا إلى كتابه ( مفردات غريب القرآن) وراجعنا ما ذكره في معاني: (تلي) وما ذكره في معاني (خط) فلم نجد لما نسبته إليه أثرا، فلعل ذلك منقول عنه في غير هذا الكتاب.
وإن كان هناك من ينازع في أميته صلى الله عليه وسلم وقت نزول الوحي فإنه محجوج بما أشرنا إليه آنفا.
والله أعلم.