السؤال
عندى أربعة إخوان وأنا الوسط ووالدي متوفى منذ سبع سنين، إخواني الأكبر مني تزوجوا وعاشوا لحالهم، جلست مع أمي لمساعدتها والوقوف بجانبها طاعة، مع إنها تسيئ معاملتي بعكس إخواني تحسن معاملتهم، تزوجت قبل شهرين وسكنت معها لمساعدتها، وزوجتي هي التي تقوم بأعمال البيت كاملة بعكس إخواني وزوجاتهم لا يسألون عليها، ومع ذلك فإن أمي تسيء معاملتي وزوجتي وتحن لإخواني وزوجاتهم، كأنها لا تريدنا، طلبت الخروج من البيت خوفا من أن أظلم زوجتي لأنها لم تعد تستطيع الأكل أو النوم براحة، مع أنها لم تشتك لي، ولكن أمي قالت إذا خرجت فسوف تتبرأ مني ومن زوجتي وعيالي. والآن زوجتي فى بيت أهلها وأنا مع أمي منتظر الفرج، لا أريد أظلم زوجتي أو أعصي أمي، مع العلم أنا حاولت أنا وزوجتي بجميع الطرق ولكن أمي تظلمني وزوجتي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حق الأم عظيم، وبرها من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله. واعلم أنه ليس لأمك أن تفرق بينك وبين إخوتك في المعاملة، لكن هذا لا ينقص من حق أمك عليك شيئاً، ولا يبيح لك مقابلة ذلك بالإساءة، وإنما عليك بالتلطف في نصحها بالكلام اللين والدعاء لها.
أما عن زوجتك فمن حقها عليك أن توفر لها مسكناً مستقلاً لا تتعرض فيه لضرر، والمقصود بالمسكن المستقل أن يكون للزوجة حجرة مع ملحقاتها من ممر مستقل أي مدخل ومخرج ومطبخ ومكان قضاء الحاجة... ومن المعلوم أن الزوجة لا يلزمها خدمة أم الزوج أو غيرها من أقاربه، لكن إن فعلت ذلك فلا شك أنه من حسن العشرة، ومن مكارم الأخلاق، وإنما خدمة أمك تلزمك أنت وإخوتك.
وعلى ذلك فإذا كانت زوجتك تطالبك بتوفير مسكن مستقل أو أنها لا ترضى بالسكن مع أمك، فإنه يلزمك توفير ذلك السكن لها ولو رفضت أمك، ولا يمنعك من ذلك قولها إنها ستتبرأ منكم.
ولكن عليك أن تعالج الأمر بحكمة، وتجمع بين بر أم وحسن عشرة زوجتك، فيمكنك أن توفر لزوجتك مسكناً مستقلاً، بأن تسكن قريباً من أمك حتى تتمكن من القيام برعايتها ومؤانستها، وعليك بالاستعانة بالله عز وجل وكثرة دعائه؛ إنه قريب مجيب.
والله أعلم.