السؤال
حضرة الأخ الكريم حفظه الله. لست أدري من أين أبدأ.. سأحاول الاختصار. أنا شخص عمري 39 سنة ومتزوج منذ حوالي 13 سنة ولي ولدان وبنت. مشكلتي أني أحب البنات ومحادثتهن ومجالستهن.. وأحاول دوما التعرف على بنات ولكن كثيرا ما أفشل وأشعر أن الله لا ييسر لي هذه الطريق. كأني أمر بفترة مراهقة حقيقية ومرة للغاية، ولا أذكر أن فترة المراهقة عندي توقفت إلا بضع سنوات ثم عادت بشكل أقوى وأصعب. مع العلم أني أصلي منذ نعومة أظافري ولا أقطع فرضا. ولكن أشعر بأن جنا كافرا أو شيطانا يركبني.. أستطيع إعطاء المحاضرات الدينية والمواعظ وأعرف السبيل للخروج ولكن أمشي به قليلا ثم أرجع.. ويشتد علي الوضع كل فترة.. نمت مع بنات عدة مرات ولكن لم أزن بمعنى لم أدخل ذكري ولكن فعلت أشياء أخرى كثيرة... فانا أحب عمل ذلك وأثناء عمل الحرام أثناء نومي مع البنت أكون أستغفر الله داخليا وأطلب من الله المسامحة... أريد حلا لهذا الشيء وهل فعلا أنه عندي جن أو أن أحدا قد عمل عملا لي؟ عندئذ سأقاومه.. مزيد من المعلومات عندما يصلني رد حضرتكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن يقيك شر نفسك وشر الشيطان وشركه، واعلم أخي السائل، أن كل شهوة حرام لابد أن يتضرر بها صاحبها، كما قال تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا{النساء : 123}.
فلابد من جهاد النفس ومجاهدة الشيطان في صبر ومصابرة حتى تستقيم على أمر الله، فإن الجنة حفت بالمكاره، والنار حفت بالشهوات، وكم من شهوة عاجلة حرمت الإنسان خير الدنيا والآخرة، وكم من صبر عن المعصية أورثت العبد سعادة الدنيا والآخرة.
ثم إن السائل وإن لم يكن قد وقع في الزنا الموجب للحد، فإنه قد تعاطى أسبابه ومقدماته، كالخلوة واللمس والاستمتاع وكشف ورؤية العورات، وهذه كلها أمور محرمة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. متفق عليه.
وأما مسألة الاستغفار مع الإقامة بل مع المباشرة للذنب فقد يكون فيه نوع من الاستهزاء يدل على ضعف الإيمان وغلبة الشيطان. وتمني المغفرة أو طلبها مع مقارفة الذنوب والاجتراء على المحرمات والإصرار عليها، قد يكون ضره أقرب من نفعه، لا سيما والسائل على علم بسوء عمله حتى إنه يخبر عن قدرته على الوعظ والمحاضرة، وهذا بلا شك حجة عليه ونفي للعذر عن نفسه.
فبادر أخي الكريم بالتوبة واجتهد في العمل الصالح الذي يمحو عنك أثر هذه القاذورات ويغسل عنك رجسها. وقد سبق لنا بيان كيفية المحافظة على الهداية والاستقامة وبيان أسباب ذلك في الفتويين: 1208، 30035 .
ولمزيد الفائدة عن فتنة النساء ووسائل تجنبها يمكنك الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24453، 30158، 113057، 28763.
وأما مسألة الجن والأعمال السحرية فإننا وإن كنا لا نستطيع نفي ذلك أو إثباته، إلا أننا نقطع أن هذا لا يعني أن يترك السائل نفسه للشيطان ويستمرئ المعاصي ويعذر نفسه، بل إن هذا لو صح لكانت أولى خطوات العلاج هي التوبة إلى الله والاستقامة على شرعه، والإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة، والمحافظة على ذكر الله وقراءة القرآن، وحسن الظن بالله وصدق التوكل عليه.
وقد سبقت بعض الفتاوى عن معنى السحر وعلاجه وهي بأرقام: 5252، 5856، 5433.
والله أعلم.