السؤال
ما علاقة القلب بالصلاح والإفساد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد دلت نصوص الشريعة على أمرين متلازمين، الأول: أن صلاح القلب أو فساده هو أصل صلاح بقية الجوارح أو فسادها. والثاني: أن القلب يتأثر باستقامة الجوارح واعوجاجها.
ومما يدل على الأمر الأول قول النبي صلى الله عليه وسلم: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب. متفق عليه.
ولذلك علق القرآن النجاة في الآخرة على سلامة القلب، فقال تعالى: يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {الشعراء: 88ـ 89 }.
ويدل على الثاني قوله تعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {الصف : 5}.
وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {الأنفال : 24}.
وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب. رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الأمرين في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم. رواه مسلم. فالقلوب هي الباطن والأعمال للجوارح.
وقال ابن القيم: تكرر في القرآن جعل الأعمال القائمة بالقلب والجوارح سبب الهداية والإضلال، فيقوم بالقلب والجوارح أعمال تقتضي الهدى اقتضاء السبب لمسببه والمؤثر لأثره ، وكذلك الضلال، فأعمال البر تثمر الهدى وكلما ازداد منها ازداد هدى، وأعمال الفجور بالضد.
وقد فصل رحمه الله في ذلك، وكذلك فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة أمراض القلوب ص 39.
ولمزيد الفائدة في هذا الموضوع يمكن مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2846، 99797، 97227 ، 30478.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني