السؤال
أشعر بالضيق وعدم الثقة عند المذاكرة، وأشعر بالإحباط، لكن بعد الامتحان أكون أنا الأولى والحمد لله. ولكن ما العمل أدرس طيلة اليوم لدرجة أن رأسي يؤلمني، وإذا ارتحت أشعر بالذنب. فما العمل؟
أشعر بالضيق وعدم الثقة عند المذاكرة، وأشعر بالإحباط، لكن بعد الامتحان أكون أنا الأولى والحمد لله. ولكن ما العمل أدرس طيلة اليوم لدرجة أن رأسي يؤلمني، وإذا ارتحت أشعر بالذنب. فما العمل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما ينتاب السائلة من مشاعر، إنما هي من وساوس الشيطان التي يريد أن يحزن بها الذين آمنوا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم. رواه الترمذي وحسنه، وابن حبان وصححه الألباني في صحيح موارد الظمآن.
والأخت السائلة ينبغي أن تتذكر نعمة الله عليها إذ لم يذهب جهدها سدى، فإنها كما ذكرت تفوقت في امتحاناتها بعد بذلها لذلك المجهود، فينبغي أن تتذكر هذا، فإن غيرها يتمنى الوصول إليه ولا يقدر عليه، فلتكثر من شكر الله تعالى ولترض بما قدره الله لها، ولتعلم أن اختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه، فإنه أرحم بنا من أمهاتنا، قال ابن القيم في مدارج السالكين: وإنما الرضا سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد أنه اختار له الأفضل فيرضى به. اهـ.
ومما ينبغي التنبه إليه أنه لا ينبغي إرهاق النفس وتحميل البدن فوق طاقته، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن لزوجك عليك حقاً، ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً. متفق عليه.
فننصح السائلة بأن ترتب وقتها بين واجبات دينها ودنياها ومعيشتها ودراستها، بحيث تعطي كل ذي حق حقه، وراجعي للفائدة في ذلك الفتوى: 25496، والفتوى: 75054.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني