السؤال
هل دعائي بأن يرزقني الله الزوج الذي يكون صورة طبق الأصل في خلقُ شخص معين أكون أعتدي في الدعاء، وهو هين على الله عز وجل؟
هل دعائي بأن يرزقني الله الزوج الذي يكون صورة طبق الأصل في خلقُ شخص معين أكون أعتدي في الدعاء، وهو هين على الله عز وجل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت تريدين بقولك (صورة طبق الأصل) مجرد الاشتراك أو التشابه في الصفات الخَلْقية والخُلُقية، بأن يصدق عليه وصف الجمال والسمت الحسن من حيث الجملة مثلاً، فلا حرج عليك في هذا الدعاء إن شاء الله تعالى، فليس هو من الاعتداء في الدعاء.. لأنه أمر ممكن عادة، وفيه مصلحة ظاهرة، ما دام الذي تسألينه موافقاً لمراد الشارع من الجمع بين الخلق والدين.
وأما إن كان مرادك بهذه الكلمة التطابق الكامل في الشكل والمظهر، والطباع والمخبر، فهذا قد يكون فيه نوع اعتداء، لأنه من المحتمل ألا يكون هناك من البشر من يشبهه في شكله تماماً، فيصير دعاء بما يخالف العادة والسنن الكونية... وقد سبق بيان معنى الاعتداء في الدعاء في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 45972، 23425، 58303، 111332.
والأفضل أن تلتمسي أدعية القرآن والسنة، وتكتفي بذلك ففيها الخير والبركة والكفاية: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني. ومن ذلك الدعاء القرآني: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان:74}...
وننبه السائلة إلى أنه إذا حصل عندها شك في كون ما تدعو به هو من قبيل الاعتداء في الدعاء، فينبغي لها تركه، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 49055، وللمزيد من الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 32981، والفتوى رقم: 55356.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني