السؤال
أنا فتى في الثالثة عشرة من عمري.. لي أصدقاء يريدون أن أنزل لهم بعض الأفلام التي لست أثق في مشاهدها وأغانيها وما إلى ذلك.. فهل يجوز أن أنزلها لهم من الشبكة العنكبوتية، وإن كان لا يجوز فهل يجوز لي أن أكذب عليهم بأني لم أستطع أو أن التنزيل لم يتم، لأني لا أستطيع أن أرفض رفضا واضحا.. ولا أن أقول لهم إني أخاف من السيئات.. لأن في ذلك تنقيصا لهم وطعنا فيهم، وأرجو الإجابة الشافية؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك أن تعينهم على تنزيل مثل هذه الأفلام، إذا كانت تحتوي على المشاهد الفاجرة والأغاني المحرمة، كما هو الظاهر من كلامك، لأن هذا من باب التعاون على الإثم والعدوان، وقد نهى الله المؤمنين عن ذلك بقوله: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وقد سبق بيان حكم مشاهدة مثل هذه الأفلام في الفتاوى: 3605، 21085، 25078.
وأما ما تذكره من الكذب عليهم حال امتناعك فلا يجوز؛ لأن الكذب من كبائر الذنوب التي تضل صاحبها وتهديه إلى عذاب السعير، كما في الحديث المتفق عليه: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. وهو من خصال أهل النفاق، كما جاء في صحيح مسلم: آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.
والواجب عليك أن ترفض ذلك منهم رفضاً صريحاً، وأن تعلل رفضك بأن هذا مما حرمه الله، وأن الحرام يجب تركه ابتغاء رضوان الله وخوفاً من بأسه وعقابه.. وليس في هذا تنقيص لهم، بل فيه تنبيه لهم على قبيح فعلهم، فلعل ذلك يكون واعظاً لهم، ليستفيقوا من غفلاتهم ويراجعوا دينهم، ويتفطنوا لكيد الشيطان لهم، فالمؤمن عليه أن يكون قوياً واضحاً قائماً بأمر الله سبحانه لا يخشى إلا الله ولا يرجو سواه، قال سبحانه وتعالى: فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ {المائدة:44}، وقال تعالى: وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ {الأحزاب:37}.
والله أعلم.