الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حصول المبتعث على منحة من الجامعة الأجنبية بالحيلة

السؤال

نحن طلبة موفدون من دولتنا إلى دولة أخرى في جامعة أجنبية، هذه الجامعة تعطي دعما ماليا للطلاب الأجانب الدارسين فيها ولجميع الجنسيات، وهذا الدعم المالي ليس الهدف منه مساعدة الطلبة الفقراء، ولكن هدفه تحسين الإنتاج والأبحاث للطلبة المتميزين لدى الجامعة، ولكنها تشترط أن يكون الطالب ليس له منحة، وبهذا الشرط فإننا نحس بالظلم، حيث إننا طلبة مثلنا مثل بقيه الطلبة، ونقوم بأبحاث مثلنا مثلهم، وربما أحسن، ونحن متميزون وتنطبق علينا جميع الشروط الأخرى، ولكن لا نستطيع أن نحصل على الدعم من هذه الجامعة بسبب ذلك الشرط السابق، علما أن المنحة التي من دولتنا لا تساوي شيئا، ولا تكفي للعيش، فقد حاول بعض الإخوة الحصول على هذا الدعم وذلك بالتواصل مع الجهة التي أوفدتهم، بأن حرروا مذكرات بأنه ليس لديهم منح حتى يتجاوزا هذا الشرط غير العادل، وحتى يتم مساواتهم ببقية الطلبة والجهة التي أوفدتهم تعاونت معهم حتى لا يتضرر الطلبة ويحرموا من الحصول على هذا الدعم، والجهة تعلم بذلك، وحررت لهم هذه المذكرات. فما رأي الشرع في ذلك في الحصول على الدعم المالي بهذه الطريقة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المسلم مطالب بالوفاء بالعقود والشروط التي لا تخالف الشرع، ولا يجوز له العمل بخلافها، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ.... {المائدة: 1}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود.

وبناء على هذا، لا يجوز لكم الاستفادة من مساعدة الجامعة المذكورة ما دامت تشترط للاستفادة منها أن لا يكون الطالب ممنوحا، ولا يجوز لكم التوصل إلى الاستفادة منها بالحيلة المذكورة؛ لما في ذلك من الكذب والغش، ولا يجوز للجهة التي أوفدتكم ما قامت به لما فيه من الكذب والإعانة على الإثم، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}.

وللأهمية راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93448، 55369، 69546.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني