السؤال
هل أنا آثم أم لا حيث إني أريد طلاق زوجتي وذلك لأنها سليطة اللسان ولا تحترمني ولا أهلي كذلك حيث إنها حتى بنات عمها يعرفون أنها سليطة اللسان وقد أعطيتها مهلة سنوات كي تحترمني وأهلي كذلك ولكن لا فائدة مع العلم أن لي منها ثلاثة أبناء وهي حامل الآن، وبعض المرات تقول أنا لا أتحكم في أعصابي وأنا لا أتحمل الخطأ الفادح، أما البسيط أحاول أن أتغاضى عنه حتى في الأشياء المنزلية هي مقصرة حيث إن الخادمة هي التي تعمل كل شيء، ومن حيث أهلها فهي غالية عندهم ولا ينصحونها بأنها مخطئة أم على صواب وخاصة أمها فهي مثلها تماما والآن هي عند أهلها منذ شهر وأريد أن تجلس أكثر وقصدي من ذلك لتعرف أن المرأة بدون رجل لا شيء لكي تحس في ذلك، ولكن لا فائدة لأنه لمرات كثيرة أرجعها لأهلها ولكن المدة لم تطل أكثر مدة كانت أسبوعين وهي عنيدة في كل شيء حتى في الخروج تريد أن تخرج لأهلها كثيرا ولا تريد أن تجلس في البيت ومنعتها من ذلك دون قطع أهلها يعني في الجمعة أوديها لبيت أهلها وإذا رفضت أمرا قامت الدنيا وقعدت يعني أبسط شيء تفعله هو أنها لا ترد إلا وهي مغضبة حتى أن أنام معها ترفض ولكن أفكر في أولادي ولا أدري ماذا أفعل حيث إن الوالد يقول لي تزوج من أخرى وهذا حلال ولكن لا أستطيع حيث أني لا أريد أن أتعب بين بيتين والله المستعان، ادع لي يا شيخ أن يصلحها الله إن شا ء الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما تفعله زوجتك من الإهانة لك ولأهلك هو من كبائر الذنوب, فإن إيذاء المسلم بأي نوع من أنواع الإيذاء حرام, فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم. رواه الترمذي وقال الألباني: حسن صحيح.
هذا بالنسبة لعموم المسلمين.. فإذا كان هذا الإيذاء للزوج الذي له على المرأة أعظم الحقوق وآكدها، ولأهله الذين تأكدت حقوقهم برا بالزوج وإجلالا له, فإن الإثم حينئذ يتضاعف ويتعاظم, أما امتناعها عن فراشك فهو خطيئة عظيمة بل إنه من موجبات حلول لعنة الله, كما جاء في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع.
وقال أيضا: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب وإن كانت على ظهر قتب. أخرجه البزار وصححه الألباني.
والذي ننصحك به في هذا الحال هو أن تكرر لزوجتك النصح بالترغيب تارة وبالترهيب أخرى, فإن هي أصرت على ما هي عليه فذكرها بالله تعالى وبالوعيد الوارد في معصية الزوج، فإن لم يفد ذلك فاهجرها في المضجع، فإن لم تنته فاضربها ضربا غير مبرح إن ظننت إفادته، فإن لم يجد هذا كله وبقيت على حالها فلا لوم عليك حينئذ في طلاقها.
لكن إن رأيت أن تصبر عليها فقد يكون في ذلك الخير ولا سيما إذا كان طلاقها يشتت ويشرد الأولاد.
والله أعلم.