الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيه الوساوس فيحرك شفتيه بالاستعاذة أمام الناس

السؤال

فضيلة الشيخ إني أعاني الوسواس القهري منذ أكثر من خمس عشرة سنة، ولكنه الآن أفضل من البداية بفضل الله، وهى وساوس كفرية أعاذنا الله منها وعافانا.
وكما تعلمون من عادة الوسواس القهرى ان يأتى في صور مختلفة وأفكار في العقل وتخيلات مقيتة، ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى وجهنا إلى أن نستعيذ بالله من نزغات الشياطين.
والسؤال هو أنكم كما تعلمون أن هذه الوساوس قد تكون متواصلة في العقل يعنى من الممكن أن ترد فكرة سيئة، فأستعيذ بالله منها، ثم بعد ثوان أو أقل أو أكثر ترد مرة أخرى، فأستعيذ مرة أخرى وهكذا دواليك .. فهل المطلوب مني هو استعاذة لمرة واحدة، وإهمال أي تكرار للوسواس بصوره المختلفة، أم يجب مع ورود أي خاطر أو وساوس أن أستعيذ وخصوصا أن هذا الموضوع من أسباب عدم تقدمي للزواج، وذلك بسبب أن الوساوس إذا جاءتني وأنا أمام خطيبتي وأهلها، فسوف أستعيذ وسيظهر لهم حركات شفتي، ثم تتكرر الوساوس فأكرر الاستعاذة، فقد يجدوني أحرك شفتي بطريقة متواصلة مما يجعلهم يظنون بي الظنون، أو يظنونني غير متزن. وحضرتكم تعلم أن موضوع الزواج بالذات يحتاج أن يظهر في الإنسان على أفضل صورة وأحسن حالا واتزانا ورصانة .. ومن هذه الفتاة التي ترضى بإنسان يكلم نفسه حسب ما يرونه .. وطبعا لا أستطيع أصارحهم أني أعاني من الوسواس القهري .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فماذا أفعل؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المريض بالوسواس القهري لا يؤاخذه الله بما ينقدح في ذهنه أو يطرأ على قلبه من الخواطر الرديئة، ولا يجب عليه إلا أن يدفعها ما استطاع، وأن لا يسترسل معها، بل يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وينقل ذهنه إلى أمر آخر، وسيكتب الله أجر هذه المجاهدة بإذن الله تعالى.

ولا يجب عليك أن تكرر الاستعاذة بالله كلما طرأ الخاطر الرديء، بل اصرف ذهنك مباشرة، واشغله بشيء آخر مباح.

وهذا سيدفع عنك إن شاء الله أي حرج قد تتعرض له عند مخالطة الناس ومعاملتهم.

وأخيرا ننصحك أن تطلب الدواء من طبيب مسلم مختص بالصحة النفسية، أو راسل استشارات الشبكة الإسلامية (إسلام ويب).

ولمزيد الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69719، 3171، 116946، 75125.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني