السؤال
أنا سيدة متزوجة وتعرفت على شاب في أحد المنتديات، وهو من بلدتي، وأحبني وأحببته رغم رفضي لهذه العلاقة، لكنه كان بحاجتي، وطلب مني مرة أن ينام معي رفضت، ثم استخرت ربي، وإذا بي بين يديه، لم أخلع ملابسي كلها، وحاول أن ينام لكنه لم ينجح لعدم انتصاب عضوه. وأتى أحد الفتاحين وقال له أنت زنيت مع فلانة، وفعلت كذا وكذا، وحكى له الحادثة كأنه يراها، وفضحني أمام مجموعة من الأصدقاء. انتهت القصة وتبت إلى الله، وإذا به مرة أخرى يريد أن ينام معي، ويهددني ليثبت رجولته أمام أصدقاءه، أنا لا أريد أن أذهب عنده، ولكن أريد حلا لتلك المسألة، إني تبت إلى الله، تبت إلى الله، تبت إلى الله، لا أريد الزنا، ولا أريد الفضيحة؟
أرشدوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكون على علاقة مع رجل أجنبي عنها، فإن هذا من أخلاق الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها، قال تعالى: وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ {النساء: 25} والأخدان هم الأصدقاء.
والذي فهمناه من سؤالك أنك قد كنت على علاقة مع هذا الشاب مع أنك متزوجة، وبهذا يكون الإثم أشد والتحريم آكد، وحسنا فعلت حين أقدمت على التوبة، ولتجعلي من هذه التوبة توبة نصوحا، وراجعي شروط التوبة النصوح بالفتوى رقم: 5450. والواجب عليك قطع العلاقة نهائيا مع هذا الشاب، وإن حاول إعادة الكرة فهدديه بإخبار وليك أو رفع الأمر إلى الجهات المسئولة.
وإن قدر أن سئلت إن كان قد حصل شيء من ذلك معه، فيمكنك أن تنفي ذلك، وتستخدمي معاريض الكلام. ففي المعاريض مندوحة عن الكذب. وراجعي الفتوى رقم: 7758 .
ونوصيك بالحرص على الالتزام بضوابط الشرع من الحجاب الشرعي وعدم الخلوة بالرجال الأجانب، وعليك بالحذر من الدخول على مثل هذه المنتديات الفاسدة.
وها أنت قد رأيت بأم عينيك كيف قادك التساهل في هذا الأمر إلى بلاء عظيم، وفضيحة بين يدي الخلق في الدنيا اضطرب لها قلبك، فكيف تخافين هذه الفضيحة وتغفلين عن الفضيحة الأكبر في يوم العرض على الله تعالى، فينبغي أن يقودك كل هذا إلى استحضار كون الله تعالى ناظرا إليك، ومطلعا على أعمالك، فلا تجعليه سبحانه أهون الناظرين إليك، جاء في كتاب جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب أنه قال: قال أبو الجاد: أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء، قل لقومك: ما بالكم تسترون الذنوب من خلقي وتظهرونها لي. إن كنتم ترون أني لا أراكم فأنتم مشركون بي، وإن كنتم ترون أني أراكم فلم تجعلوني أهون الناظرين إليكم اهـ.
وننبه إلى أنه لا يجوز للمسلم الذهاب إلى الكهنة والعرافين ومن يدعون معرفة الغيب، ففي هذا من الخطورة على دين المرء ومن أسباب الفساد ما فيه. وانظري الفتوى رقم: 8198.
وننبه أيضا إلى أنه من الجرأة بمكان أن يستخير المرء ربه في ارتكاب معصية، والجهل بأحكام الشرع هو الذي يحمل على الوقوع في مثل هذا الخطأ العظيم، ومن هنا فينبغي للمسلم أن يحرص على تعلم أحكام دينه، وأن يسأل عما يجهل قبل أن يفعل، قال تعالى: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {النحل: } روى أبو داود عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه سلم قال: ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال. ولمعرفة ما تكون فيه الاستخارة وما لا تكون فيه، راجعي الفتوى رقم: 93254.
والله أعلم.