الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب احتجاب المرأة بحضرة أزواج أخواتها

السؤال

تزوجت زوجتي تقريبا منّذ 3سنوات وبعد فترة من الزواج تقارب الشهرين انتقبت زوجتي ولله الحمد بعد ضغط مني. وليس لها إخوة رجال وتوفي والدها وهي في سن صغيرة وهي أصغر أخواتها البنات وكان يعتني بها أزواج أخوتها البنات مع أمها. وعندما نتبادل الزيارات مع أخواتها غير المنتقبات تكشف عن وجهها لأنها اعتادت ذلك منذ صغرها. لا أدري ماذا أفعل هل آمرها بتغطية الوجه أمامهم مع العلم أن ذلك قد يحدث مشاكل خاصة من قبل أمها المنتقبة أيضا لأن هؤلاء الأزواج بالنسبة لها مثل أبنائها وقد قاموا بالاعتناء بزوجتي من بداية الزواج بأخوات زوجتي والارتباط بالعائلة وذلك نظرا لظروف وفاة والدها.
وعندما أتكلم معها بهذا الشأن تقول إنهم مثل إخوانها الكبار وقد تحدث مشاكل من قبل أخواتها البنات من مقاطعة أو ما شابه ذلك من المشاكل التي لا أعلمها، أفيدوني بالله عليكم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي – شرح الله صدرك ونور قلبك- أن الله سبحانه نزل الكتاب بالحق, قال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ {البقرة: 176} , وشرع أحكامه كلها بالصدق والعدل فقال سبحانه: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.{الأنعام: 115}, وما دامت أحكام الله سبحانه قد اشتملت على الحق والصدق والعدل فإنه يجب حينئذ الانقياد إليها واتباعها دون مداهنة ولا مجاملة ولا مراوغة.

وأزواج أخوات زوجتك ليسوا من محارمها، ولذا فعليها أن تلتزم أمامهم بكامل حجابها الشرعي, هذا هو حكم الله وقضاؤه الذي لا معقب له ولا راد, فإن غضبت أمها من ذلك أو غضب أخواتها أو أزواجهن, فلا تلتفتوا لغضبهم وأعلموهم أن هذا حكم الله الذي لا يسع المسلم إلا اتباعه والانقياد له, وتلطفوا معهم قدر ما تستطيعون في بيان ذلك.

ونذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

وكتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية رضي الله عنه وروي مرفوعا وموقوفا عليها: من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله عاد حامده من الناس له ذاما صححه الألباني.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني