السؤال
أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بصلة الأرحام، ولكن المشكلة أني أحبهم في الله، ولكنهم لا يحبوننا، بسبب خلافات بسيطة، وحاولنا أن نعايدهم، ولكن دائما نلقى منهم الأذى، سواء بالقول أو الفعل. هل أأثم على إني لم أصل الرحم؟ وكيف لي أن أحل المشكلة؟
أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بصلة الأرحام، ولكن المشكلة أني أحبهم في الله، ولكنهم لا يحبوننا، بسبب خلافات بسيطة، وحاولنا أن نعايدهم، ولكن دائما نلقى منهم الأذى، سواء بالقول أو الفعل. هل أأثم على إني لم أصل الرحم؟ وكيف لي أن أحل المشكلة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها السائلة أن الواصل ليس الذي يصل من وصله، ويحسن إلى من أحسن إليه فحسب فهذه مكافأة، وإنما الواصل الذي يصل من قطعه، ويحسن إلى من أساء إليه، روى البخاري وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.
فإن أردت أن تحوزي ثواب صلة الرحم حقا، فاصبري على أذى أرحامك وتقصيرهم، وتذكري قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقد جاءه رجل فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم.
لكن إن زاد الأذى عن حده، وبلغ مبلغ الضرر في الدين أو الدنيا، فلا حرج عليك حينئذ إذا قصرت معاملتك معهم على ما لا يحصل معه ضرر، ولو أدى ذلك لهجرهم إذا لم يندفع ضررهم إلا بذلك، قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني