السؤال
رجل تزوج على زوجته وهي عمرها 29 وبعد أن تزوج المرأة الجديدة لم يقم بواجباته الزوجية من نفقة ولا معاشرة زوجية. وزوجته تعمل له كل شيء ولا تعصي له أمرا، رغم كل المعاناة التي تعيشها. هل واجب الأبناء بعد أن أصبحوا شبابا مقاطعة أبيهم وعدم الإنفاق عليه بسبب ما عمله في أمهم المسكينة التي لا حول لها ولا قوة؟ وما هو جزاء هذه الزوجة عند الله سبحانه وتعالى من أجر وثواب على الصبر على القهر والحرمان ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أوجب الشرع العدل بين الزوجات، وحرم تفضيل زوجة على أخرى، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل. رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
كما أن حق الأبوين على أولادهما عظيم، فمهما كان من سوء خلق هذا الوالد وظلمه لزوجته، فإن ذلك لا يسقط حقه على أولاده في البر والإنفاق عليه إن احتاج للنفقة، وعدم جواز مقاطعته أو الإساءة إليه، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:14}
وإنما لهم أن ينصحوه بالرفق، ويكثروا له الدعاء بالهداية.
وأما عن زوجته الأولى فقد أحسنت حين صبرت على ظلم زوجها ولم تقصر في حقه، ونعم سلوك المرأة المؤمنة، وأما أجرها في ذلك ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت. رواه ابن حبان في صحيحه.
كما أن عاقبة الصبر والتقوى الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: . إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.