السؤال
هناك شخص كان يصلي بالناس، وكان يدعو بالمصلين بعد انتهاء الصلاة وهم يؤمنون على دعائه، فلما بين لهم أن ذلك الفعل لم يرد عن الرسول صلي الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، قالوا له: لا تصلي بنا إلا إذا كنت ستدعو لنا وإلا فلا تصل، فامتنع من الصلاة بهم. فهل يأثم على تركه الصلاة بالناس جماعة، علماً بأن الإمام الراتب لا يجيد مخارج الحروف ولا أحكام التجويد، ولكن الشخص الذي كان يصلي بهم أفضل منه، فأفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم الدعاء الجماعي بعد انتهاء الصلاة، وأن المداومة عليه من المحدثات.. وانظر لذلك الفتوى رقم: 101904، والفتوى رقم: 33390.
وإذا علمت هذا فقد أحسن هذا الشخص حين بين للناس السنة، وأعلمهم بمخالفة ما يفعلونه لها، وقد أساءوا حين منعوه من الصلاة بهم، وليس عليه في ذلك إثم، بل هو مأجور على تبيينه للحق إن شاء الله تعالى، وإنما الإثم على من خالف السنة وأبى اتباعها، وعليه أن يستمر معهم بالنصح والتذكير، ومحاولة استمالتهم لاتباع السنة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يذكر لهم كلام أهل العلم في هذه المسألة، لعلهم أن يستجيبوا وينتصحوا.
وأما هذا الإمام الذي يصلي بهم، فإن كان يلحنُ في الفاتحة لحناً جلياً يحيل المعنى، فإن الصلاة خلفه لا تصح، وأما إن كان يقيم قراءة الفاتحة ولا يلحنُ فيها لحناً جلياً، فالصلاة خلفه صحيحة، ولكن الأولى أن يكون الإمام هو الأقرأ لكتاب الله، كما وردت بذلك السنة الصحيحة.
وعليه، فإذا كان الأمر أما أن يصلي بهم من يلحن في صلاته أو الآخر المتقن مع دعائه عقب الصلاة بصورة جماعية، فيصلي بهم المتقن، ويسعى في تعليمهم السنة برفق ولين. وانظر لذلك الفتوى رقم: 23898، والفتوى رقم: 102660.
والله أعلم.