السؤال
إذا تواجدت بمكان لا يتم الحلال فيه إلا بفعل شيء مكروه، وأنت لا تستطيع العيش وحدك أو الاستغناء عن هذا الحلال فماذا تفعل؟
إذا تواجدت بمكان لا يتم الحلال فيه إلا بفعل شيء مكروه، وأنت لا تستطيع العيش وحدك أو الاستغناء عن هذا الحلال فماذا تفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان سؤالك عن المكروه في اصطلاح الأصوليين والذي يطلق على ما نهى الشارع عنه نهيًا غير جازمٍ، ويثاب تاركه امتثالاً ولا يعاقب فاعله، فإن هذه الكراهة تزول لأدنى حاجة.
وتأسيسًا على ما سبق، فإن كنت تحتاج لأمر مباح ولا تستطيع التوصل إليه إلا بمباشرة هذا النوع من المكروهات فلا شيء عليك إن شاء الله.
وأما إن كنت تعني بسؤالك المكروه أي المحرم وهو ما نهى الشارع عنه نهيًا جازمًا، ورتب العقاب على مقترفه، ووعد تاركه امتثالاً بالأجر والثواب. فهذا النوع من المكروهات لا يحل التلبس به إلا عند الضرورة. وأما إن لم تكن ضرورة فلا يجوز انتهاك الحرام الذي منع الشارع تعاطيه. وانظر الفتوى رقم: 29194.
ولتعلم أيها الأخ الكريم أنه إذا التبس الخير بالشر، ولم يُدر ما العمل؟ فليس هناك سبيل للحريص على النجاة من النار والفوز بالجنة إلا مشاورة أهل العلم الثقات فيما يأتي وفيما يذر؛ لأن ما يلتبس فيه الخير بالشر محلٌ لاجتهاد الفقيه بحسب نسبة الخير إلى الشر، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل: فتقتضي الحكمةُ ترجيح خير الخيرين بتفويت أدناهما، ودفع شر الشرين بالتزام أدناهما.
وقال رحمه الله تعالى أيضًا في الاستقامة:.. وعلى هذا استقرت الشريعة بترجيح خير الخيرين، ودفع شر الشرين، وترجيح الراجح من الخير والشر المجتمعَين.
وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام ليس لآحاد الناس الذين قد يتلاعبون بدينهم ويتبعون شهواتهم، بل هو للعلماء الربانيين الموثوق بعلمهم وتدينهم.
ولهذا فلن تجد إجابة لسؤالك تستصحبها في كل حين، ولكن كل حادثة تحتاج لنظر خاص.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني