الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الخطاب بعد الاستخارة والشعور بعدم القبول

السؤال

هل تأثم الفتاة إذا رفضت الخاطب بعد الاستخارة واللجوء إلى الله بالدعاء، ثم أحست بضيق وعدم تقبل للخاطب، مع العلم بأن هذا الأمر تكرر معي أكثر من مرة، ثم هل تكون الفتاة هنا هي السبب في عنوستها؟
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على الفتاة في رفض الخاطب ولا سيما إذا لم تجد قبولاً له، ولا إثم عليها في ذلك، لكن الأولى للفتاة إذا تقدم إليها ذو دين وخلق أن تقبل به، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي.

ولا شك أن الإستخارة مندوب إليها في الزواج وغيره من الأمور المباحة، وقد تكلم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسر الأمر؟ أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ وهذا الأخير هو الراجح عندنا، وهو قول العز بن عبد السلام، قال ابن حجر في فتح الباري:

قال ابن عبد السلام يفعل ما اتفق، ويستدل له بقوله في بعض طرق حديث ابن مسعود في آخره. ثم يعزم.

وعلى ذلك، فالذي ننصحها به أنه إذا تقدم إليها ذو دين وخلق ووجدت قبولاً له، فعليها بالاستخارة ثم لا تلتفت بعد ذلك لما يعرض لها من الشعور بالضيق، ما لم يستند إلى سبب واضح، ولتعلم أنها ما دامت صدقت في الاستخارة فإن الله سيختار لها الخير.

أما عن سؤالك هل يكون رفض الفتاة للخطاب سبباً في عنوستها، فالجواب أنه يكون كذلك إذا كانت ترفض لغير مسوغ مقبول، أما إذا كانت ترفض لسبب مقبول، فلا لوم عليها في ذلك ولو سبب لها العنوسة، وانظري لذلك الفتوى رقم: 38083.

ونوصي هذه الفتاة بكثرة الدعاء مع إحسان الظن بالله فإنه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني