السؤال
أحيانا عندما أقود السيارة أو وأنا أمشي أو أكون جالسا أوأقرأ يأتي على خاطري ذكر الله، فاقول مثلا يا حي ياقيوم برحمتك استغيث أو مثلا اللهم أسالك العفو والعافية أو ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. من غير أن يخطر ببالي أن أبدأ بالثناء على الله والصلاة والسلام على رسول الله. لأني سمعت أن الدعاء يبقى معلقا من غير الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من المعلوم أن الدعاء أساس العبادة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدعاء هو العبادة. رواه الإمام أحمد وغيره.
والألفاظ المذكورة من أفضل الأدعية المأثورة والأذكار الطيبة، وقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يدعو بها دائما ؛ فعن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث. رواه الترمذي، وعن عبد الله بن عمر قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية.. الحديث رواه أحمد وغيره. وعن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ولم يذكروا أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كان يقدم لهذه الدعوات بالثناء على الله تعالى أو بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك لا مانع من الدعاء بها والذكر لها على كل حال ؛ فقد جاء في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.
وجريان هذه الأدعية على لسان المسلم دائما دليل خير إن شاء الله تعالى، ولا شك أن من آداب الدعاء أن يستفتحه بذكر الله، وبالصلاة والسلام على رسوله، وبختمه بذلك كما سبق بيانه في الفتوى: 23599، ولكن ليس معنى ذلك أن المسلم لا يمكن أن يدعو إلا إذا أتى بجميع آداب الدعاء ، وفي الحالة المذكورة ربما يكون الأمر من باب الاستئناس بذكر الله تعالى وترطيب اللسان به.. وفي ذلك ما فيه من الخير الكثير والثواب الجزيل الذي لا ينبغي للمسلم أن يحرم منه نفسه، وخاصة إذا كان ينسى آداب الدعاء أو لا تخطر بباله في ذلك الوقت .
وأما كون الدعاء من غير الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- يبقى معلقا فلم نقف عليه من وجه ثابت مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولو افترضنا صحة ما ورد فيه عن علي وغيره ، فإنه لا يتناول من نسيها أو لم تخطر بباله؛ لأن الخطأ والنسيان مرفوعان عن هذه الأمة بفضل الله تعالى .
والله أعلم .