السؤال
نعلم أن الشيطان ليس له غير النار، فهل ليس له توبة؟ وهل هو خلق للنار فقط؟ وأنا أقصد أولاد إبليس وليس إبليس؟
نعلم أن الشيطان ليس له غير النار، فهل ليس له توبة؟ وهل هو خلق للنار فقط؟ وأنا أقصد أولاد إبليس وليس إبليس؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الظاهر من عموم الأدلة أن من تاب من أولاد إبليس فأسلم واستقام على الطاعة تقبل توبته، ويدل لهذا عموم قوله تعالى في قبول توبة المشركين: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ {الأنفال:38}، وعموم قوله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:69، 70}، وعموم قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
فهو سبحانه خلق الإنس والجن للعبادة كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}
فمن قام منهم بما خلق له مخلصًا متبعًا هدى الرسل يقبل الله تعالى منه عبادته، وذلك شامل لعبادة الدخول في الإسلام وعبادة التوبة وغير ذلك من الطاعات.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني