السؤال
ما حكم أكل المأكولات التي تحتوي على كميات قليلة من دهن الخنزير، أو الكحول، بالنسبة للمسلم الذي يعيش في دولة أجنبية، مع العلم بوجود فتوى صدرت من أمريكا تبيح ذلك إذا كانت كمية المادة الحرام لا تغير لون أو طعم أو رائحة المادة الحلال؟
ما حكم أكل المأكولات التي تحتوي على كميات قليلة من دهن الخنزير، أو الكحول، بالنسبة للمسلم الذي يعيش في دولة أجنبية، مع العلم بوجود فتوى صدرت من أمريكا تبيح ذلك إذا كانت كمية المادة الحرام لا تغير لون أو طعم أو رائحة المادة الحلال؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعلوم أن دهن الخنزير نجس كلحمه وسائر أجزائه، فما ثبت أو غلب على الظن من الأطعمة والمشروبات أنه خلط بدهن خنزير ولو بنسبة ضئيلة فإنه لا يجوز تناوله، والقول بجواز تناوله إذا كانت النسبة ضئيلة قول مخالف للصواب فيما نرى، لأن كونه قليلا لا ينافي بقاء عينه، والخنزير يحرم أكل قليله كما يحرم أكل كثيره، كما أن النجاسة ولو كانت قليلا فإنها تنجس الطعام كما بيناه في الفتوى رقم: 74594.
وقد سئلت اللجنة الدائمة: هل يجوز استعمال العطورات، ومزيل رائحة الإبط، ومعجون الأسنان، والآيس كريم، والشامبو لاحتوائها على الكحول, والصابون الذي فيه دهن خنزير، ولو بنسبه بسيطة جدا، والجبن؟ أرجو إفتائي لأنني مبتعث في أمريكا؟
فأجابت:
الأصل في الأشياء الحل والطهارة، فلا يجوز أن يحكم الشخص على شيء بأنه محرم ونجس إلا بدليل شرعي، ومتى تيقنت أو ترجح لديك اختلاط اللحم المباح بدهن أو دم خنزير، وكذلك الجبن إذا خلط بدهن أو دم خنزير فلا يجوز لك تناوله، وقد دل القرآن الكريم والسنة والإجماع على تحريم لحم الخنزير، وأجمع العلماء على أن شحمه له حكم اللحم.
أما إذا كنت لا تعلم فيجوز الأكل منه، لما سبق من أن الأصل في الأشياء الحل حتى يقوم دليل على التحريم، والعطورات ونحوها التي مزجت بها الكحول حتى بلغت مبلغ الإسكار القول بنجاستها وطهارتها مبني على القول بنجاسة الخمر وطهارتها، والجمهور على القول بنجاستها.
وعليه فيجب تجنبها إذا بلغت مبلغ الإسكار بسبب ما خلط بها من الكحول.انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني